هل ساعدت المخابرات الأجنبية داعش في تمرده ضد حركة طالبان؟
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، عددا من أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحة الدولية، حيث سلطت الضوء على تقارير تفيد بأن أجهزة مخابرات أجنبية قد تساعد سرا تنظيم داعش في تمرده ضد حركة ”طالبان“ في أفغانستان.
هجمات داعشية
يأتي ذلك في وقت حذرت فيه وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) من أن داعش و“القاعدة“ قد يشنان هجمات ضد الولايات المتحدة في غضون ستة أشهر.
”داعش“ يهدد ”طالبان“
وحول الأزمة المستعرة بين حركة طالبان وداعش في أفغانستان، قالت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية في تقرير لها إنه ”بعد شهرين من استيلاء حركة طالبان على السلطة، لا يزال العنف والموت والخوف يطارد أفغانستان فالحكام الجدد في كابول مهددون الآن من قبل تمرد يشنه الفرع المحلي لتنظيم داعش في ولاية خراسان“.
وأضافت أنه ”منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، شنت داعش سلسلة من الهجمات الانتحارية، بما في ذلك في مطار كابول ومسجدين شيعيين، بالإضافة إلى هجمات على قوافل طالبان، ما أسفر عن مقتل المئات.. ويحذر محللون من مزيد من العنف، بينما تحاول داعش منع طالبان من إحكام قبضتها على أفغانستان“.
وتابعت: ”نال موقف داعش الأكثر تشددًا إعجاب مقاتلي طالبان الساخطين والمنزعجين من إحجام النظام الجديد عن فرض قيود أكثر صرامة على النساء ومبادراته الدبلوماسية مع دول مثل الولايات المتحدة والصين وروسيا.. وهذا الأمر أدى إلى تحول أعضاء طالبان السابقين إلى صفوف داعش“.
وأردفت: ”لقد انتهت الحرب الأمريكية، لكن الحروب الأفغانية لم تنته.. لطالما كان هدف طالبان إقامة حكومة متشددة في أفغانستان، لكن داعش، الذي ينشط في أفغانستان منذ عام 2015، يريد إقامة خلافة عبر أفغانستان وباكستان وأجزاء من الهند وإيران“.
القضية الكبرى
واستطردت: ”يرى محللون أن داعش يعتبر أعضاء حركة طالبان – الذين أجروا محادثات مع القوى الإقليمية والولايات المتحدة في سعيهم للحصول على اعتراف دبلوماسي – (قوميين قذرين) خانوا القضية الكبرى“.
وأوضحت الصحيفة ”يرى المحللون أيضًا أن الهجمات التي يشنها داعش على الشيعة ستؤدي إلى تفاقم الانقسام الطائفي، وهو ليس من مصلحة طالبان ويهدد مستقبل قبضتها على مقاليد السلطة في البلاد.. إن العنف يقوض ثقة الجمهور في طالبان، التي تعهدت بتحقيق السلام بمجرد توليها السلطة“.
وقالت ”الهجمات الإرهابية تقلل من مصداقية حكومة طالبان.. لقد ظلت تدعي منذ سنوات بأنها الجماعة الوحيدة التي يمكنها تأمين الاستقرار وتحقيقه في أفغانستان، لكن داعش وأنصارهم يتحدون هذا الادعاء“.
دعم أجنبي
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأفغان وبعض المحللين الأجانب يعتقدون أن داعش تتلقى دعما من القوات الأجنبية، مثل الاستخبارات الباكستانية. وتريد الأخيرة قوة ضغط لإقناع طالبان بالتعاون في قمع حركة (طالبان باكستان)، وهي حركة تمرد جهادية تستهدف الحكومة الباكستانية.
وأردفت: ”في السياق ذاته، يشتبه آخرون في أن وكالات الاستخبارات الأمريكية وأمراء الحرب المناهضين لطالبان وحتى أعضاء سابقين في الجيش الأفغاني يتعاونون مع داعش، لتحدي وخلق مشاكل للحكومة الحالية“.