بعد 67 عاما.. تفاصيل ما حدث في ميدان المنشية ومحاولة اغتيال عبدالناصر
تعرض الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لمحاولة اغتيال في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من أكتوبر عام 1954، أي قبل 67 عاما، وهو يلقي خطابه بمناسبة اتفاقية الجلاء في ميدان المنشية بمحافظة الإسكندرية، هذه المحاولة التي تعتبر نقطة تحول في العلاقة ما بين عبدالناصر وجماعة الإخوان المحظورة.
وجاءت هذه الواقعة بعد أن تعددت الأزمات بين عبد الناصر وحسن الهضيبي مرشد جماعة الإخوان حينها، بسبب قانون الإصلاح الزراعى وهيئة التحرير التي دشنها عبد الناصر في هذا الوقت، ومع قرار قيادة الثورة بحل جماعة الإخوان تفاقمت الأزمات بين الطرفين، فما كان من حل لدى الإخوان إلا العمل على اغتيال عبد الناصر الرئيس بعدما سحب البساط من تحت أقدامهم.
محاولة اغتيال ناصر
وفي هذا التوقيت من اليوم المحدد والساعة المشهودة لخطة الجماعة الإرهابية جلس السباك محمود عبد اللطيف عضو الجهاز السري لجماعة لإخوان الإرهابية، وبعد أن بدأ عبد الناصر فى إلقاء خطابه أطلق السباك الإخوانى 8 رصاصات تجاه عبدالناصر وأصاب معظمها الوزير السوداني ميرغنى حمزة وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية أحمد بدر الذى كان يقف إلى جانب ناصر فى هذا التوقيت، وعلى الفور هجم ضابط يرتدي زيا مدنيًا يسمى إبراهيم حسن الحالاتى الذى كان يبعد عن المتهم بحوالى أربعة أمتار وألقى القبض على السباك محمود عبداللطيف وبحوزته السلاح الذى كان يحمله فى هذا الوقت وبدأت بهذه الحادثة مرحلة جديدة وحاسمة من المواجهة بين ثورة 23 يوليو وتنظيم الإخوان الإرهابية.
فشل محاولة الاغتيال
وبعد فشل محاولة الاغتيال وفي جلسة محكمة الشعب كتب المتهم الأول محمود عبد اللطيف خطابا بخط يده وقدمه إلى جمال سالم رئيس المحكمة قائلا فيه: سيدي رئيس محكمة الشعب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فإن الله حق يحب الحق أنا محمود عبد اللطيف انضممت إلى الإخوان المسلمين فى سنة 1942 كان اعتقادى فى هذه المرة أن هذه الجماعة تعمل لله.
وتابع: إن قادة الإخوان لا يأمرون إلا بما فيه خير الإسلام والمسلمين فكنت أسمع كل أمر فى طاعة دون تردد أو مناقشة لأن هذا صادر عن أناس مسلمين يعملون للإسلام ويقدرون مسؤولية الله في أي عمل يعملونه فكنت معهم على هذا الأساس وكنت أعيب على بعض الطلبة حين يناقشون في أي أمر وأقول في نفسي إن الطلبة عندهم حب الجدال في أي شيء.
وأضاف محمود عبد اللطيف فى رسالته: وكان كل أمر يأتيني من الإخوان أرى أن فى طاعة هذا الأمر طاعة لله خالصة حتى ضموني إلى النظام السري الذى يتكون منى أنا وسعد حجاج.