أنقذوا الشباب من (بيسة)
معركة الوعي التي نرفعها شعارًا منذ سنوات يجب ألا تقتصر على الوعي السياسي، فهناك ما هو أهم من السياسة ويستحق حملات توعية مستمرة، وإذا كان هناك عدو في الخارج والتوعية من أخطاره مهمة.. ففي الداخل أعداء التوعية من أخطارهم أهم، وإذا كان الشباب الذي يمثل الأكثرية هو الثروة الحقيقية والمستقبل.. فالثروة تحتاج إلى حماية ليكون المستقبل أفضل.
أما أعداء الداخل فأبرزهم المخدرات، وخاصة (بيسة) التي تستحق منفردة معركة وعي لا تتوقف، باعتبارها الأكثر تدميرًا لثروتنا من الشباب، وأما (بيسة) فهي خليط من عدة أنواع من المخدرات، أبرزها الترامادول والتامول ولابورين وأباتريل وبرشام الصراصير ونسبة قليلة من الكوكايين، وأتمنى أن تكون الأسماء التي نقلتها عن الشباب صحيحة.
هذه الخلطة يتم طحنها ثم يضاف إليها قليل من الماء لتكون لينة فتأخذ شكل الأسطوانة، وبعد تجفيفها يعاد تفتيتها فتتحول إلى حصوات، لتزن الواحدة جرامًا، وهذه الخلطة هي الأكثر إنتشارًا في الريف.. سعر الجرام في الريف مائة وخمسين جنيهًا، ويبدأ سعر الإسطوانة من خمسة عشر ألف جنيه، وإذا أردت شراء (حصوة بيسة) فمنافذ البيع هي الحقول والمقابر والطرق الفرعية وأحيانًا في بعض الأكشاك.
توعية مستمرة
يتعاطى الشاب (سطرًا) عن طريق الاستنشاق إذا كان حديث العهد ببيسة، ثم يتعاطى سطرين، وتزيد السطور تباعًا بعد أن يتحول الشاب إلى مدمن، ووفقًا لرواية بعض الشباب لي.. يدخل المتعاطي في دوامة الإدمان بعد السطر الثالث، فإذا إلتهبت جيوبه الأنفية يدخل في مرحلة الحقن في أوردة اليد، ثم أوردة القدم، ومتعاطي (بيسة) ينعزل عن كل المحيطين به إلا زملائه في التعاطي، ويضطر الشباب أحيانًا لعمل (جمعية) لشراء سطرًا واحدًا من هذا المخدر.
يروي لي الشباب أن المتعاطين تحولوا إلى لصوص ومتسولين للحصول على المال الذي يشترون به (بيسة) وهذه مرحلة تعقب مرحلة بيعهم لهواتفهم المحمولة وأثاث المنزل، فإذا عجزوا عن توفير المال يتحولون إلى مجرمين، لديهم الإستعداد لفعل أي شيء مقابل الحصول على المال.
بعض الأسر بدأت تنتبه وسعت لعلاج أبنائها في مصحات متخصصة، لكن الأمر خطير، ويحتاج إلى توعية مستمرة، في كل وسائل الإعلام، وملاحقة لتجار السموم، وفتح المصحات بالمجان لمن لا يمتلك المال، هذا إذا كانت لدينا إرادة حقيقية للحفاظ على ثروتنا من الشباب، ويقيني أن الإرادة موجودة.
besheerhassan7@gmail.com