ما حكم الدين فيمن يقوم بحرق القمامة وقش الأرز للتخلص منها؟
بالرغم من اثر حرق القمامة وقش الأرز وحطب القطن وغيرها للتخلص منها على الصحة العامة باتلاف الجهاز التنفسى للإنسان بانتشار ثانى أكسيد الكربون في الهواء نتيجة للحرق وأثر ذلك على تلوث البيئة والاصابة بألأمراض المختلفة فما حكم ذلك في الإسلام؟
تجيب دار الإفتاء المصرية وتقول: هذا التصرف حرام شرعا، وفاعله آثم؛ لأنه من المقرر في المقاصد الشرعية أنه لا ضرر ولا ضرار، أي أنه لا يجوز للإنسان أن يضر نفسه ولا أن يسعى في إيصال الضرر لغيره؛ كما أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والمصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.
فليس للمزارع أن يتخلص من بقايا محاصيله بطريقة تسبب الضرر إلى الناس؛ حيث أثبتت الأبحاث العلمية الطبية أن الأطفال ومرضى الحساسية هم أكثر الفئات تأثرا بتلوث الهواء الذي تسببه هذه الأفعال وغيرها؛ فيصابون بضيق التنفس، وأمراض الجهاز التنفسى والحساسية الصدرية احتمال الإصابة بالربو، والتهابات العين.
غاز أول أكسيد الكربون الذي يسبب أضرارا بخلايا المخ، ويؤثر في الدورة الدمويّة والجهاز العصبي، وعنصر الرصاص الذي يسبب أمراض الْكُلى، وزيادة التخلف العقلي.
من الكبائر
إضافة إلى أن مثل هذه الحرائق الناتجة عن حرق المخلفات تزيد من انتشار غاز ثانى أكسيد الكربون في الهواء مما تسبب اضرارا صحية فإن القيام بها يعد إفسادا في الأرض، وهذا من الكبائر التي نص الله تعالى على تحريمها بل وقرنها بالشرك به في قوله تعالى في سورة الأعراف: ( قل انما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والإثم والبغى بغير الحق، وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا، وأن تقولوا على الله مالا تعلمون )
وقد حدد الله تعالى عقاب المفسدين بقوله تعالى في سورة البقرة: واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )، وقال تعالى أيضا ( ولا تعثوا في الأرض فسادا )
عمارة الأرض
وقد أمرنا الله تعالى بعمارة الأرض، كما وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نسعى في عمارة الأرض ونجعل هذا في نفسه هدفا شريفا لنا حتى ولو لم نلمس نتائجه؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: " إِن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل " رواه أحمد والبخاري.