رئيس التحرير
عصام كامل

ست بـ ١٠٠ راجل.. أم ياسمين أشهر سواقة ميكروباص في الهرم |فيديو

أم ياسمين سائقة ميكروباص
أم ياسمين سائقة ميكروباص

مع دقات الساعة الثانية عشرة ظهرًا تتجه أم ياسمين إلى محطة مترو الجيزة، وتحديدًا في المكان المخصص لنقل الركاب من محطة المترو إلى منطقتي الهرم والعريش، ليس لتستقل هذه السيارة أو تلك، ولكن لكي تقود سيارتها "التمناية" حمراء اللون أو كما يُطلق عليها "السيارة الفان" وتنقل الركاب إلى المكان الذي يريدونه، "أنا سواقة على التمناية دي من حوالي 6 سنوات من شهر يناير 2015 لحد اليوم".


أم ياسمين ست بـ100 رجل

"ست بمية رجل".. هكذا يقول المارة وسائقو الأتوبيسات في هذه المنطقة عن أم ياسمين، التي قررت قبل ست سنوات أن تنزل إلى الشارع وتساعد زوجها الذي يعمل في شركة خاصة براتب زهيد،  وتنفق على أبنائها الذين يدرسون في الجامعات، لاقت أم ياسمين ترحابا كبيرا من السائقين بل وشجعها البعض ووقف بجانبها ففي تلك الظروف يظهر المعدن المصري الأصيل، "الناس هنا أول ما جيت شجعتني ودعمتني والستات كانت ومازالت لسه بتحب تركب معايا". تتحدث أم ياسمين خلال بث مباشر أجرته عدسة فيتو معها أثناء مزاولة عملها أمام محطة مترو الجيزة مرورا بالطالبية وشارع الهرم وشارع العريش بالمحافظة ذاتها.

 سيارة أم ياسمين 


يقبل الركاب على سيارة أم ياسمين الفان الحمراء بعد نظرة تعجب إليها، فهي سيدة أنيقة ترتدي بلوزة ملونة وبنطلون "جينز" وتضع طلاء الأظافر بعناية في أظافرها، فما الذي أتى بتلك السيدة لتقف هكذا أمام الجميع وتنادي بصوتها الهادئ بعض الشيء "هرم عريش هرم"، ولكنها الظروف المادية وجدعنة الست أم ياسمين الأم المصرية هي التي دفعتها لذلك، فلم تأبه بنظرة الناس لها ولا حتى اقاربها والذين أكدت أنهم بعلمهم أنها تعمل سائقة سيارة فان أجرة شجعوها، "أهلي شجعوني وأولادي بيقولوا لي إحنا بنفتخر بيكي قدام أصحابنا"، حتى السيدات تجزم أم ياسمين أنها استمعت لإحداهن وهي تقول "يابختها ياريتني زيها!".


بعد مرور ست سنوات مازالت أم ياسمين تتذكر أيامها الأولى في هذا المربع الذي اختارته ليكون مكان عملها لقربه من منزلها الكائن في منطقة الطالبية بالجيزة، وتتذكر أول يوم نزلت فيه إلى العمل، شتاء عام 2015، كانت خائفة تخشى ما يمكن أن تتعرض له في الشارع خاصة من جامعي "الكرتة" أو الإتاوات ولكن الله كان عون لها.

 

الستات مبتعرفش تسوق

وتقول أم ياسمين: "أنا طول ما انا متكلة على ربنا ومشغلى قرآن في عربيتي مش خايفة من حاجة والناس كلها هنا بتشجعني حتى رجال المرور ويمكن الأول الناس كانت بتخاف تركب "، خاصة الرجال فكانوا يسخرون منها مرددين عبارة "الستات مبتعرفش تسوق، هنركب مع ست"، ولكن بمرور الوقت وثق الجميع بها وأصبحت معروفة في خط الهرم العريش بمنطقة الجيزة لدى الجميع.

الجريدة الرسمية