سر اتهام الإخوان بدعم تيارات العنف والتطرف في المنطقة
تمر الأيام ولاتمحى من لائحة الاتهامات الموجهة لجماعة الإخوان الإرهابية أنها كانت البوابة الكبرى لعبور كل تيارات التطرف والعنف إلى المنطقة وليس مصر وحدها، يثبت ذلك أن كل رموز التطرف وعلى رأسهم أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، كانت من أبناء الجماعة ونقلت إلى تنظيمه الحالي منهج «سيد قطب».
ردود الإخوان
وينقد الخبراء ردود الإخوان على هذه الاتهامات، ويؤكدون أنها لم تفتح لهم باب لممارسة العمل السياسي والإقلاع عن العنف بل تسببت في إضافة رياح متشددة وعنيفة للحياة السياسية المصرية والعربية، وفي المقابل لم يقلع أعضاء التيارات الدينية عن العنف بل كلما سنحت الفرصة أثبتوا أنهم تحت الطلب.
يقول جمال السويدي، الكاتب والباحث إن جماعة الإخوان فتحت الباب للتيارات المتشددة وسربتها للانخراط في الحياة السياسية على أمل اقتناص الحكم في مرحلة التمكين، لكن عناية الله ووعي مؤسسات البلدان العربية والشعوب أجهضت هذا المخطط.
نبتة العنف
وأضاف الباحث أن الإخوان يروجون أن انخراط التنظيمات والجماعات الدينية في الحياة السياسية من بابها المشروع، سيقضي على ماتبقى من احتمال الوقوع في العنف، لكن الذي حدث أن الإخوان نفسها هي التي عادت إلى العنف، فكان الحظر لهم جميعا على حد قوله.
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعا داميا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
مصادر التمويل
على جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا، وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرًّا حتى الآن، لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في فرض رؤيتها على الجماعة، وما زال الموقف معلقًا ولم يحسم لأي من الطرفين.