لماذا تقاتل الإخوان لإنقاذ مصادرها السرية التي تخفي أموالها وتعيد استثمارها؟
تجيد جماعة الإخوان التعامل مع كل ألوان الضغوط، لا تجد مشقة في التخفي وإعادة تدوير أموالها كلما اقتضى الأمر ذلك، حيث تملك الكثير من الأدبيات التي تعلمتها من خلال ممارستها الطويلة السرية للعمل السياسي الذي كان قرين الجماعة طوال تاريخها ولها باع كبير فيه وتجربة صدرتها لأغلب البلدان العربية والإسلامية.
لكن البلدان العربية والمؤسسات المعنية أصبحت على دراية كبيرة بكيفية تتبع أموال التنظيم مهما كانت وسائله للتخفي، لهذا تكشف كل فترة مؤسسات يستغرب البعض من توقيف أصحابها بتهم متعلقة بغسيل أموال التطرف أو إعاد تدويرها وأخفائها للصرف على أنشطة تعمل ضد الدولة ونظامها السياسي.
إحياء نشاط الجماعة
ويرى إبراهيم عطا الله، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن جماعة الإخوان تعرضت لصدمة كبرى بسبب الضربات الأخيرة وخاصة في مصر، حيث جرى غلق العديد من المنافذ التي كانت تستخدمها لحماية أموالها واستثمارها للصرف على أنشطتها.
وأضاف: الجماعة تحاول شن هجوم شرس من خلال الخلايا واللجان الإلكترونية للتشكيك في أهداف قرارات الدولة المصرية تجاه بعض رجال الأعمال الذين أثبتت التحقيقات انتماءهم للتنظيم، أو محاولتهم إعادة إحياء نشاطه في مصر مرة أخرى كما هو حالهم دائما.
استثمارات الإخوان
وتابع عطا الله: يملك الإخوان استثمارات عدة في كل مكان، لكنهم مازالوا قادرين على إخفائها، مؤكدا أن هناك العديد من الشركات التي تستخدمها الإخوان لغسيل أموالها وإعادة تدويرها، لافتا إلى أنها تبرع في ذلك منذ عقود مضت.
واختتم حديثه قائلا: الدول العربية قاطبة مطالبة بالتضييق لأقصى درجة ممكن على مصادر التمويل التي تستخدم في مصارف لا تفيد المنطقة ولا الشعوب على حد قوله.
صراعات التنظيم
وكانت الأيام الماضية شهدت صراعا داميا أظهر على السطح ما كان يدور في الخفاء طوال الأشهر الماضية داخل جماعة الإخوان، وبرزت مؤشرات محاولة انقلاب تاريخية من الأمين الأسبق للجماعة محمود حسين، على إبراهيم منير، القائم الحالي بأعمال مرشد الإخوان، بسبب إلغاء منصب الأمين العام الذي كان يحتله حسين منذ سنوات طويلة.
تجريد محمود حسين من كل امتيازاته، دعاه هو ورجاله للتمرد والاستمرار في مواقعهم بدعوى حماية الجماعة والحفاظ عليها، وهو نفس المبرر الذي دعاه لرفض سبع مبادرات فردية، كما رفض المبادرات العشر التي قدمت في عام ٢٠١٦ من القرضاوي والشباب وغيرهم تعسفًا ورفضًا لأي تغيير.
انتهاكات الحرس القديم
على جانب آخر، تحرك إبراهيم منير، المدعوم من القيادات الشابة بالجماعة ومصادر التمويل، وأطلق العنان لرصد كل انتهاكات الحرس القديم، الذين أداروا الإخوان طيلة السنوات السبع العجاف الماضية، ورفض منير ما أعلنته رابطة الإخوان بتركيا.
وأعلن تمسكه بنتائج الإنتخابات، وأحال 6 من قيادات الجماعة على رأسهم محمود حسين للتحقيق، بسبب رفضهم تسليم مهامهم للمكتب المشكل حديثًا، الذي أصبح لأول مرة تابعا له، بعد أن كان جزيرة منعزلة عن التنظيم منذ عام 2014.
وبعد رفض القيادات المثول للتحقيق واستمرارهم في الحشد لعزل منير، أصدر قرارًا جديدًا بطرد قادة التمرد من الجماعة، في محاولة لإنهاء فصل من فصول الصراع الداخلي للإخوان، الذي صاحب التنظيم طوال تاريخه ولا يزال مستمرا حتى الآن.
لكن القيادات المعارضة لمنير نجحت حتى الآن في تعطيل قراراته، ولازال الصراع قائما ولاتملك جبهة فرض نفسها على محيط الأحداث.