القمح لمواجهة البطالة.. طالبان تعلن نظاما جديدا للعمل بافغانستان
مع تردي الأوضاع في افغانستان عرضت حركة "طالبان" الأفغانية على آلاف المواطنين العمل مقابل القمح، ضمن برنامج لمكافحة الجوع والبطالة.
40 ألف رجل
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي جنوبي كابول اليوم الأحد، إن البرنامج سيشمل البلدات والمدن الرئيسية في أفغانستان وسيستفيد منه 40 ألف رجل في العاصمة فقط.
وأضاف مجاهد أن هذه خطوة مهمة لمحاربة البطالة، مؤكدا أنه على العمال أن "يعملوا بجد".
ويستهدف البرنامج العاطلين عن العمل والأكثر عرضة لخطر المجاعة خلال الشتاء، ويشمل وظائف في حفر قنوات المياه ومنشآت استجماع مياه الثلوج.
توزيع القمح
ويستمر البرنامج لمدة شهرين، حيث يهدف إلى توزيع 11.6 ألف طن من القمح في العاصمة، ونحو 55 ألف طن في مناطق أخرى من البلاد، بما فيها هرات وجلال آباد وقندهار ومزار شريف وبول إي خومري.
وكانت أطلقت مؤسسات خيرية في أفغانستان مدارس الكترونية سرية للفتيات الأكبر من 12 سنة لانتشالهن من ظلمة الجهل بعد قرارات حركة طالبان الغاشمة بحرمان الفتيات من التعليم.
تعليم الفتيات في أفغانستان
وبدأت الفكرة بتأسيس مدرسة إلكترونية سرية في أفغانستان للفتيات اللاتي حرمتهن حكومة طالبان من العودة إلى التعليم.
وبالرغم من المخاطر، أنشأت مؤسسة "ليرن أفغانستان" الخيرية البرنامج الإلكتروني لـ100 فتاة هذا الشهر، وهو متخصص في موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
وظلت تفاصيل العملية سرية لحماية الموظفين والطالبات، ويقدم المشروع الدروس ثلاث مرات بالأسبوع حول محو الأمية الرقمية، وإنشاء المواقع، وتصميم الجرافيك.
وقالت واحدة من المعلمين، وتدعى نظيفة رحمتي (25 عاما)، إنها ملتزمة بالمشروع لكنها شعرت بالخوف من التبعات.
تعليم النساء
وأضافت: "نشعر جميعا بالقلق، خاصة فيما يتعلق بتعليم النساء.. لهذا السبب البرنامج مهم.. أنا خريجة علوم الحاسب ولم أتمكن من العثور على برنامج مشابه لذلك يسعدني أن أتمكن من تقديم هذا للجيل الجديد من الفتيات وخدمة مجتمعي".
ويعًلم البرنامج الفتيات أيضًا كيفية البحث عن أدوات التعلم حتى تتمكن من إيجاد سبلهم الخاصة للدراسة.
وقالت رحمتي: "الأم المتعلمة تحرص على تعليم أطفالها.. تقديم الخدمات بالمجتمع ليس فقط مسؤولية الرجل، النساء أيضًا جزء كبير من هذا الأمر".
مشروع طموح
ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، سمح للأولاد من جميع الأعمار بالعودة إلى المدرسة، لكن أجبرت الفتيات على البقاء في المنزل.
وعملت بعض المحافظات الأفغانية بشكل مستقل وبدأت في استقبال الفتيات الأكبر بالصفوف، لكن لم تتغير السياسة الرسمية لإدارة كابول.
وقالت فتاة من المائة اللاتي وقع عليهن الاختيار لحضور المدرسة الإلكترونية إنها شعرت بالسعادة.
وأضافت الفتاة الطموحة: "إنه لوضع مريع الذي نواجهه. أنا حزينة للغاية من أنه يمكن للأولاد استكمال (التعليم) بينما لا يمكنني ذلك. سعيدة للغاية ومتحمسة لأن أتمكن من حضور هذا البرنامج."
وأطلقت باشتانا دوراني (23 عامًا) مؤسسة "ليرن أفغانستان" الخيرية عام 2018 لمساعدة الفتيات بالمناطق الريفية.
مائة فتاة
وقالت: "المدارس لا تعمل ولم يتم اتخاذ إجراء في هذا الشأن. نعلم مائة فتاة تمثلن مستقبل أفغانستان. من خلال الأجهزة اللوحية، تدرسن الفتيات بشكل جماعي وتتلقين واجبات مدرسية على مدار الأسبوع. ولدينا معلمات ذات خبرات بتلك المجالات".
وبدأت المؤسسة الخيرية "ليرن أفغانستان" مشروعين آخرين هذا الشهر لتأمين رعاية صحية مجانية للحوامل والأمهات الجدد.
وأوضحت دوراني أنه تم تعيين طبيبين لتقديم خدمات طبية مجانية للمحتاجين.
وتساعد المؤسسة الخيرية أيضًا النساء الأرامل، حيث يضطر معظمهن للتسول في الشوارع.