خليل الجديلي.. حكاية غواص "بلا قدمين" في بحر غزة
رغم فقده قدميه في يناير 2009، خلال الحرب الإسرائيلية آنذاك على قطاع غزة، إلا أن إرادة الشاب خليل عامر الجديلي البالغ من العمر 28 عاما، جعلت منه غواصا ماهرا في أعماق البحر، دون النظر إلى إعاقته.
غواص بدون أقدام
وكان خليل فى مقتبل عمره عندما اضطر الأطباء لبتر قدميه، وتلك لحظة ما زال يتذكرها حتى اليوم، بالقول: ”لو فقدت ساعة يد سوف تحزن فما بالك بجسمك، ولكن الحمد لله بدأنا نتكيف مع الواقع، كنت أذهب للمدرسة على قدمي وبعدها أصبحت بكرسي متحرك“.
ورغم أن خليل فقد قدميه، لكنه لم يفقد حبه وشغفه في الحياة، ووجد في رياضة الغوص علاجا لحالته النفسية، حتى اعتبرها أنها ”أقرب للعلاج النفسي من الرياضة“، مبينا أنه يجد فيها راحة كبيرة.
ويضيف: ”بينما أكون أحيانا أفكر في ضغوط الحياة ومشاكلها، ولكن بمجرد أن أبدأ الغطس في المياه أشاهد عالما آخر مختلفا كليا عن الأرض“.
وتعرّف الشاب خليل على رياضة الغوص أثناء رحلة علاج في دولة الإمارات العربية، العام 2010، وعلى الرغم من تردده في البداية إلا أنه أصر على التحدي والمغامرة، رغم أنه لم يكن يستطيع السباحة حتى قبل أن يفقد قدميه، حيث بدأ يتعلم السباحة في برك صغيرة وتدرّج في الأمر حتى وصل إلى الغوص إلى أكثر من 10 أمتار.
ويتابع الشاب الغزي: ”نزلت أول مرة في المياه، فكان شعورا رائعا جدا أن تتعرف على شيء وأنت غير مهيأ له، ومن وقتها أصبحت رياضة السباحة والغوص جزءا أساسيا في حياتي“.
ويؤكد خليل أن هذه التجربة كانت الدافع الكبير لإصراره على اكتشاف المزيد، وقراءته الكثير من كتب السباحة والغوص، والتحاقه بدورات مكثفة حول الغوص، حتى أصبح لديه رؤية واضحة حوله، وشغف كبير للاستمرار في ذات الطريق.
ويذهب خليل ثلاث مرات أسبوعيا للسباحة في بحر غزة برفقة أصدقائه، وسط نظرات الإعجاب وأحيانا الاستغراب من الناس، مضيفا: ”شخص من ذوي الإعاقة كيف يسبح بالبحر ويمارس حياته الطبيعية، ولكن كل شخص لديه طاقة وقوة كامنة يستطيع أن يخرجها في أي وقت“.
ويعيش خليل في بيته في البريج وسط قطاع غزة، مع زوجته وطفليهما، فيما يواصل بحثه باستمرار عن عمل ولكنه لا يجد.
ويتقاضى الشاب خليل راتبا شهريا من السلطة الفلسطينية يقدر بـ300 دولار شهريا، لكنه مازال يحلم أن يجعل الغوص مصدرا لرزقه، وأن يدرب آخرين على الرياضة التي يحبها، ولكن قلة الإمكانيات تقف عائقا أمام هذا الحلم.
ووجّه خليل رسالة لمن لديهم أحكام مسبقة على الأشخاص ذوي الإعاقة، بالقول: ”نحن نستطيع أن نصنع كل شيء ولا يوجد شيء يوقفنا“.