رئيس التحرير
عصام كامل

محمد كريم.. الديكتاتور الذي أجبر فنانين كبار على عمليات تجميل قبل المشاركة في أفلامه

المخرج محمد كريم
المخرج محمد كريم

اهتم المخرج محمد كريم  بمواصفات خاصة للممثل في السينما من حيث عدم وجود عيوب في ملامح الوجه أو البروفايل وظهر هذا عندما استعان بالممثلة بهيجة حافظ في بطولة فيلم " زينب" عام 1932، بأن توقف عن التصوير عدة مرات عندما لاحظ زيادة وزن بهيجة حافظ بدرجة كبيرة مع أن شخصية البطلة فتاة مريضة بالسل، فعلى مدى شهور أوقف تصوير الفيلم ووضع لها برنامجا ثابتا في الطعام حتى عادت إلى وزنها.

وتكرر نفس الموقف مع الفنان يوسف وهبى عام 1933 عندما أقنع يوسف وهبى الذى تربطه بمحمد كريم علاقات جيرة وصداقة منذ الطفولة بدخول عالم السينما وتحويل مسرحيته "أولاد الذوات " إلى فيلم سينمائى ناطق يقوم هو بإخراجه وسيناريو وتمثيل يوسف وهبى، إلا أنه اشترط عليه السفر إلى ألمانيا لاجراء جراحة تجميل لعلاج أنفه المقوس ذات الشكل الرومانى التي أصبحت تشوه وجه يوسف وهبى خاصة فى مشاهد البروفايل.

وبالفعل سافر يوسف وهبى إلى ألمانيا وأجرى له الجراح الألمانى يوزوف الجراحة مقابل 300 فرنك ألمانى وهى تساوى 1800 جنيه مصري لتصبح أول جراحة تجميلية لفنان مصري، وعاد ليقوم ببطولة أولاد الذوات مع أمينة رزق وحسن فايق وأنور وجدى وسراج منير.

أولاد الذوات 

يعلق يوسف وهبى على ذلك فيقول: كان كل اهتمامى بالمسرح لكن أقنعنى في فترة ما صديقى محمد كريم بالاستعانة بمسرحياتى المحلية أو المترجمة في أعمال سينمائية واشترط تصليح عيوب أنفى المقوس، واستشرت طبيبي الدكتور زكي طنطاوي الذى شجع على الجراحة، وأثناء الجراحة سألنى الجراح:عاوز حجمها كبير ولا صغير ؟ قلت له: عاوزها زي البندقة..

أصحاب السعادة 

كما تكرر نفس المشهد عام 1946 حين استعد المخرج محمد كريم لإخراج الفيلم العربى " أصحاب السعادة " ـ ثالث أفلام الملحن والمطرب والممثل محمد فوزي ويشاركه البطولة رجاء عبده، ميمى شكيب، استيفان روستى، مختار عثمان، فتحية شاهين، وهو الفيلم الذى كتب له الفنان سليمان نجيب قصته وأخرجه محمد كريم الذى اشترط على محمد فوزي قبل التصوير أن يجري فوزي جراحة تجميل في شفته العليا لتصغيرها فقد كانت غليظة أكبر من الطبيعى حيث تصوير شاب تحبه البنات وتغرم به ويكون وجهه يشمل عيوبا.


في البداية رفض فوزى السفر لإجراء الجراحة فتهكم عليه محمد كريم قائلا: “أنتم جايبين ليا ممثل قارصه دبور في شفته العليا، ما ينفعش يبقى دونجوان والبنات تحبه، وبالفعل سافر إلى إنجلترا وأجرى له الدكتور ستيوارت ومساعده الدكتور نادر سويلم من مصر الجراحة  لتكون ثانى جراحة تجميلية في السينما”.
 

الجريدة الرسمية