رئيس التحرير
عصام كامل

حسين هيكل يروي حكايته مع الكتابة.. وهذه قصة "زينب"

الأديب محمد حسين
الأديب محمد حسين هيكل

قال عنه الأديب يوسف إدريس هو مَن كَتب أول رواية مصرية خالصة الدماء نقية من شوائب الأدب الغربى وهى "زينب"، إنه الكاتب الأديب السياسى محمد حسين هيكل الذى وُلد في مثل هذا اليوم عام 1888 يروى كيف كانت بدايته فى الكتابة الأدبية فيقول:


كتبت قصتي زينب وأنا طالب في باريس وكنت أتقى الضجيج الخارجي بأن أحكم إغلاق نوافذ غرفتى وأبوابها لكي لا يؤثر الهواء الفرنسي على نسيم الريف المصرى، هذا الجو البالغ الهدوء البعيد عن الضجيج أخلقه فيما إذا كان ما أكتبه قصة أو كتاب، أما المقالات فقد عودنى عملى الصحفى السريع والمطبعة الدوارة على أن أكتبها في أي مكان وفى أي جو محيط حتى بين أحاديث ودردشة الزملاء والزائرين.

عالم الورق والقلم 

وأضاف الدكتور هيكل: كانت البداية لى مع عالم القلم والورق عام 1907 وكنت مازلت طالب قانون في مدرسة الحقوق التي لم تكن تحمل اسم كلية بعد.. بين نصوص القوانين الجامدة والإلزام في حفظها عن ظهر قلب بالعربية والفرنسية كنت أهرب إلى الكتابة والأدب في أوقات ما بين حفظ القوانين.


كانت كتاباتى بنفس أسلوب ونهج الإمام محمد عبده، وعندما تكدست مقالاتى في الدرج الأخير من مكتبى، جازفت بقوة هرقلية لإرسال مقال إلى جريدة المؤيد انتقيته جيدًا متكاملًا كما تراءى لى، لكنى فوجئت بعدم نشره.

غرور الشباب 

غضبت وثرت في داخلى واتهمت المؤيد وأصحابها بفورة غرور الشباب بالجهل وعدم معرفة قدري ونبوغى، فابتعدت عن بكبرياء عن عالم النشر والصحافة، إلا أنى كنت لا أظل أدون أفكارى في درجى إلى أن ظهرت "الجريدة" فاستقبلتها مستبشرًا خيرًا.

تحرير المرأة 

كان الموضوع الذى يشغل الرأي العام في تلك الآونة ويثير أحاديث وآراء متعارضة إلى حد المعارك الكلامية هو موضوع "تحرير المرأة" الذى أثار ظهوره كتابين في هذا المعترك لقاسم أمين، لهذا دخلت مجال ميدان الصراع لأقول كلمتى فيه على ألا أمضى بعد ذلك للاختفاء.


أخذت أناصر قضية المرأة وأنادى بحقها في التحرر والتحرير والمساواة، وأفسحت الجريدة لكلماتى صدرها مما شجعنى على طرق مجالات أخرى برأيى فيها وكان أن أتممت دراستى في تلك الفترة وسافرت إلى باريس للحصول على درجة الدكتوراة، ومن مدينة نهر السين تابعت إرسال مقالاتى الأدبية الى "الجريدة" ليظل اسمى على صفحاتها لا يغيب، وعدت إلى الوطن بعد نيل الدكتوراة لأحترف مهنة المحاماة وظل عشقى للادب متأججًا فلم أنقطع أبدًا عن الجريدة ولا كتابة المقال حتى بعد أن عملت بالسياسة.

الجريدة الرسمية