دليلة.. قصة فيلم خيالي صدقه الجمهور العربي والعدوان الثلاثي أعاق عرضه
أول فيلم مصري بالسينما سكوب والألوان الطبيعية، هو فيلم " دليلة " الذى تدور أحداثه حول قصة خيالية تدور أحداثها حول ملحن شاب فقير يسكن حى القلعة ويحب جارته دليلة ويتعاهدا على الزواج، ويحلمان باليوم الذي يعزف فيه ألحانه في دار الأوبرا إلا أنهما يواجهان ظروفا مالية صعبة.
والملحن الشاب دارس الموسيقى لكنه يعمل كهربائيا، ويتجه إلى تدريس الموسيقى في مدرسة حديثة، تنتحر فتاته من أجله، ويسطع نجمه ويعيش حياة رائجة ويظل يغنى ويلمع ويسطع نجمه، وفى إحدى الحفلات يقابل فتاة أرستقراطية تشبه دليلة تمامًا فيحبها ويتزوجها ويظل يناديها باسم فتاته المنتحرة، ولأن الزوجة غيورة جدا وتافهة لا تهتم بموسيقى البطل ولا تساعده على النجاح، فيعود إلى مسكنه القديم حيث ذكرى حبيبته وتعرف زوجته مكانه فتحرق الشقة وتأكل النيران حجرة دليلة.
ويكتشف المغنى المؤامرة لكنه يعيد حجرة السطوح إلى ماكانت عليه ويستعد لحفلة في الأوبرا وتشترى زوجته كل تذاكر الحفلة ليفاجأ بعدم وجود جمهور فيسقط مريضا.
وفجأة تحدث المفاجأة أن دليلة الحبيبة القديمة لم تمت وكان مجرد اختفاء وتظهر للوجود ثانية بعدما سمعت بما حدث في حفله الأخير.
قصة على أمين
فيلم دليلة قصة الكاتب الصحفى علي أمين القصة التي اعجبت الجمهور كما قال الناقد حسن فؤاد في مجلة روز اليوسف واعترض عليها النقاد إذ كيف يقام فيلم على قصة خيالية غير منطقية خاصة وأن الصور الملونة لعبد الحليم وشادية والتي ظهرت في الفيلم لأول مرة هي التي أبهرت المشاهدين.
وتبدأ قصة إنتاج الفيلم إلى تكوين عبد الحليم حافظ والمصور وحيد فريد والمنتج رمسيس نجيب لشركة إنتاج لأفلام السينما باسم عبد الحليم حافظ وتقرر أن يقوم المخرج محمد كريم بإخراج أول أفلام الشركة، ووقع الاختيار على قصة بعنوان " إلهام " التي كتبها علي أمين.
وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب قد اشترى القصة لتقديمها كفيلم من بطولته وظلت معه خمس سنوات دون أن ينتجها، وقام علي أمين بتعديل أحداث القصة بعد أن تقرر أن يقدمها عبد الحليم وتنازل عبد الوهاب عن القصة، وكتب لها السيناريو الفنان عبد الوارث عسر والتصوير لوحيد فريد وإخراج محمد كريم، واتفق مع شركة أفلام فوكس الأمريكية صاحبة امتياز اختراع السينما سكوب على تصوير الفيلم بالتعاون مع وحيد فريد وطبعه.
فوز زبيدة ثروت
وأعلن في أكتوبر 1955 في مجلة الكواكب عن مسابقة لاختيار وجوه جديدة، وفازت في المسابقة زبيدة ثروت التي قدمت أول أدوارها في السينما في الفيلم الذى سمى “ دليلة ” بدلا من إلهام.
بدأ التصوير في ديسمبر باستديو مصر وإرسال الصور يوميا إلى لندن للطبع والتأكد من النتيجة.
تم تصوير بعض المشاهد في الأقصر وأسوان بين الأثار المصرية، وتمت الأعمال النهائية في معامل “ونهام للتصوير” بلندن وتم طبع 16 نسخة من الفيلم كما عرض في عرض خاص حضره السفير المصري في لندن.
العدوان الثلاثى
وفى 19 أكتوبر عام 1956 عرض بدار سينما كايرو بالقاهرة وريو بالإسكندرية، كما عرض في نفس الوقت في سينما ريفولى ببيروت، القاهرة بحلب، كليزيوم بالخرطوم، ودمشق بدمشق، وبالرغم من أن العرض كان في ظروف سياسية سيئة بسبب وقوع العدوان الثلاثى بعد بدء العرض بأيام وتوقف عرض الفيلم بعد أسبوعين ثم أعيد عرضه بعد توقف العدوان ونجح الفيلم.