فساتين الجونة والشيخ خيري رمضان
تنتهي علاقتي بالقهوة قبل الثامنة مساءً لأسباب لا علاقة لها بالصحة وإنما بالمزاج أو الكيف حيث لاحظت أن القهوة بعد هذا الموعد تتلاعب بي أرقًا في مضجعي؛ فلا أنال قسطا من النوم ولا يقظة يمكنني معها تحقيق إنجاز، على غير عادتى أحتسيت فنجانا من القهوة بعد الموعد الرسمي لإغلاق شريان الكافيين فأصبت بما أصاب به في مثل هذه الحالات.. قلبت القنوات الفضائية فألقانى أرقي في طريق الأستاذ خيري رمضان والمذيعة اللامعة كريمة عوض في برنامجهما حديث القاهرة.
ومن الحرم المكي والفتح العظيم وإلغاء التباعد إلى فقرات أخرى لم تكن بنفس الإثارة حتى وصل خيري رمضان إلى مهرجان الجونة، وتوقعت أن أرى نقاشا جادا لمهرجان دولي وضع نفسه في مواقع متقدمة عالميا، كان من الواضح أن خيرى رمضان مشغول بفساتين الجونة.. قالها في مقدمة الفقرة حتى وصل إلى المنطقة التي أراد التركيز عليها مثل العامة ليقول بملء "فيه" إشارة إلى قصة الفساتين التي من الواضح أنها شغلته: "يعنى أنا راجل مسلم ليه تستفزنى.. ليه تيجي لحد عندى وتستفزنى".
دور السلفى
كانت الإعلامية كريمة عوض حاضرة الذهن عندما قالت له: لا لم يأت إلى عندك.. وكان على الهاتف الناقد الفني الكبير عبد الله غلوش فتدخل قائلا: لم يأت إلى عندك.
عندما انتفخت أوداج خيري رمضان وهو يردد بسطحية هذا الكلام كان من المفترض أن يكون حضور مخرج البرنامج قويا ليضع موسيقى برنامج الشيخ الشعراوي مصاحبا للشيخ خيري.
من حق خيري رمضان أن ينتقد الجونة وأهلها وحضورها دون أن يذكرنا بأنه مسلم أو مسيحي ومن حقه أن يشارك بمشاهدة أفلام الجونة ويصنع من نفسه ناقدا فنيا كما صنع من نفسه مذيعا.. يعني هو حد هيراجع وراه!!
كان من الواضح أن خيري تابع بشغف فساتين الجونة دون أن يكلف نفسه متابعة تفاصيل المهرجان السينمائية والحضور العربي والدولي وقصص الأفلام والمخرجين ودور المهرجان في إضافة لبنة إلى القوة الناعمة المصرية التي سيطرت على محيطها بإنتاجها الفني والثقافى عقودا طويلة مضت.
خيري رمضان فضل أن يتقمص دور السلفي فجأة وهو دور جديد عليه فلم يكن منطقيا ولا بارعا في أدائه ويحمد الله أن شاركته إعلامية واعية أثبتت له أنه هو من راح للفساتين وأن الفساتين لم تقتحم عليه حياته.