1967.. حتى أحمد السقا!
لماذا لا يتكلم الفنان أحمد السقا عن 1967 طالما الكل يتكلم؟ هل هو أقل من الآخرين؟ لا طبعا.. هو مثلهم يريد أن يفتي فيما لا يعرف كآخرين يراهم يذكرون هذا التاريخ بمناسبة مرة ومن دون أي مناسبة ألف مرة.. في تطوع جماعي مجاني لمصلحة إسرائيل لا مثيل له.. لا نتعلم من الطرف الآخر الذي يحاول كل مرة في ذكري حرب أكتوبر نقل الإحباط من الداخل الإسرائيلي إلينا بينما نفعل نحن العكس بالتأثير المعنوي السلبي إلى الداخل المصري ومن جيل لجيل بما لم تحلم به أجهزة المخابرات الإسرائيلية على الإطلاق!
أحمد السقا.. الفنان الذي نحبه.. وننتظر أعماله.. ونغضب منه بسبب عمل هنا أو تصريح هناك كما حدث في رمضان الماضي مع "نسل الأغراب" ثم نصفح عنه ونغفر له وننسى ما فعل حبا وتقديرا له أراد هو الآخر أن يضع 1967 في جملة مفيدة فأشار إلى أن السينما المصرية تدهورت بعد هذا التاريخ وحتى ظهور جيله!
ولو قلنا للسقا -مع حفظ الألقاب- وبالأرقام ما جرى في مصر بعد نكسة 1967 من جهد وإنجازات في الصناعة والزراعة حتى تحقيق فائض في الميزانية لأول مرة في تاريخ مصر فلن يصدق.. وهي الفترة التي بنينا فيها الجيش كاملا من جديد بحائط صواريخه بطيرانه ببحريته الخ.. وهي الفترة التي أكملنا فيها سدنا العالي وأكبر مجمع لصناعة الألومنيوم في العالم الثالث وأكبر كاتدرائية في العالم وقدمنا أول محكمة دستورية في محيطنا العربي الإفريقي.. وأعلى رقم لمحصولنا الأول القطن يتجاوز عشرة مليون قنطار!
السينما بعد 1967
نقول لو قلنا له ذلك لنفدت مساحة المقال قبل أن نقول له بعض معلومات عن السينما بعد 1967.. حيث قدمت السينما المصرية التي انخفض إنتاجها نعم وهو ما أدي إلي سفر بعض النجوم إلى لبنان.. لكن لم تنخفض جودة السينما ولا مكانتها.. من الفترة من 1967 إلى 1970 ونتوقف عند هذا التاريخ حيث ألغي الرئيس السادات بعد ذلك المؤسسة العامة للسينما واستفرد القطاع الخاص بأغلب الإنتاج وليس العكس.. ومع ذلك في الثلاث سنوات المقصودة قدمت السينما مجموعة من أهم أفلام السينما ومنها ما اختير في قائمة أهم مائة فيلم في تاريخها كله.. في هذه الفترة قدمت السينما معبودة الجماهير.. وقصر الشوق.. البوسطجي.. شئ من الخوف.. الزوجة الثانية.. الخروج من الجنة.. الأرض.. أبي فوق الشجرة.. القضية ٦٨.. الإختيار.. الحب الضائع.. السراب.. قنديل أم هاشم.. أرض النفاق.. الرجل الذي فقد ظله. السمان والخريف.. ومن أفلام المرح والكوميديا كرامة زوجتي.. شنبو.. غرام في الكرنك.. حرامي الورقة.. أخطر رجل في العالم.. عفريت مراتي.. مطاردة غرامية.. نورا وهو أول بطولة للفنانة نيللي !!
القائمة طويلة وقدمت لمصر عدد من أهم نجومها من نور الشريف إلى محمود يس (الذي كان السقا فخورا بمشاركته في فيلم الجزيرة داعما له ولزملاءه).. ومن عزت العلايلي إلى صلاح السعدني إلى عادل ادهم.. ومن نيللي إلي ميرفت أمين.. ومن نجوي إبراهيم كممثلة إلي نجلاء فتحي! كنا دولة كبيرة لم تكسرها أي أزمة ولن تكسرها!! أما بعد ذلك فقائمة الأفلام طويلة أيضا.. وقائمة النجوم لا حصر لها !
ربما لا يقصد السقا الإساءة.. لكن.. فلنتوقف -السقا وغيره- عن طرح أي كلام.. بناءا على الثقافة السمعية التي أشاعتها الجماعة إياها.. ومن دون سند نقف عليه.. في المعلومة أولا وفي المنطق ثانيا!
