رئيس التحرير
عصام كامل

ولد مصابًا بالعشى الليلي ويناشد محافظ المنوفية مساعدته | فيديو

 محمد عبد الفتاح
محمد عبد الفتاح وعائلتة

مرض لم يكن للإهمال يد فيه وإنما هو محض ابتلاء أرادته إرادة الله، سبحانه وتعالى، ربما لإثقال الموازين أو لسبب لا يعلمه إلا الخالق تبارك وعلا، وفى المقابل رزق بإرادة مكنته من أداء رسالته فى الحياة على الوجه الأمثل.

ياسر محمد عبد الفتاح وُلد مصابا بمرض "العشى الليلي" الذى جعله شبه فاقدًا للبصر، لكنه لم يكن حائلًا أمامه فى العمل والإنفاق على نفسه منذ أن كان طفلًا بالمرحلة الابتدائية، ليبدأ حياته العملية متحصلًا على بضعة قروش لا تتعدى الـ 75 قرشًا.

الوسية هو ذلك المكان الذى بدأ فيه ياسر العمل من الصغر، حيث كان يضم عدة حدائق متجاورة، يعمل بها العديد من الأطفال بمركز أشمون فى محافظة المنوفية، قبل أن يقام عليها مستشفى جراحات اليوم الواحد حاليًا.

مسئول عن إخوته

توفيت والدته ليجد نفسه مسئولًا عن أشقائه فاستمر فى العمل رغم معاناته، فبمجرد أن تشير عقارب الساعة إلى السابعة صباحًا يهم بالنزول الى عمله ثم يعود فى الثامنة مساء، يتناول بعض لقيمات ثم يخلد للنوم استعدادًا ليوم عمل جديد داخل جنبات الوسية.

 

التحق الطفل الأشمونى بالمرحلة الإعدادية ومعها ازداد أجره ليصل لـ 5 جنيهات فى تسعينات القرن الماضى، يصرف بعضها ويدخر جزءًا آخر لتجهيز شقيقاته الإناث وتوفير ما يلزمهن من نفقات ومتطلبات.

 

امتهن الرجل الذى تعدى الأربعين من عمره عدة مهن، منها العمل فى المحارة ونجار ومسلح، واستمر فى تلك المهنة قرابة الـ 15 عامًا، كما عمل فى بعض المحال التجارية، متجاوزًا إعاقته ومتحديًا لكل الظروف.

 

 

أداء الرسالة

 

مر من العمر 36 عامًا، لم تسرقه السنوات لكن كان على عاتقه رسالة كان عليه أن يؤديها وتمكن بعزيمته من ذلك مساهمًا فى زواج شقيقاته، وبات عليه أن يفكر فى الاستقرار وتكوين أسرة وإنجاب أطفال ربما يكونوا فيما بعض هم السند.

 

أنجب ياسر من الأولاد 3 بنات، أكبرهن فى المرحلة الابتدائية، وأرهقه المرض والظروف، فقرر أن يصنع كشكًا لبيع بعض مواد البقالة والسجائر حتى يتمكن من توفير نفقات أسرته واستكمال تعليمهم.

يستغل ما تبقى له من ومضات بصره لاستكمال مهمته فى الحياة، يخرج كل صباح قاصدًا ذلك الكشك، ثم يعود بعد الظهر حيث لا يتمكن من المكوث أكثر من ذلك فى العمل بسبب ظروف مرضه.

 

ياسر وجه نداء عبر "فيتو" للواء ابراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية لمساعدته والتوجيه بصرف معاش تكافل وكرامة له أو لزوجته التى تعانى من شلل الأطفال حتى يتمكنا من تعليم بناتهما الثلاث.

الجريدة الرسمية