لماذا ترفض تونس إعادة الإخوان للحياة السياسية مرة أخرى
تعيش حركة النهضة التونسية أصعب أيامها، تحيا صراعات داخلية قاتلة انتهت بإعلان ما يزيد عن 130 قياديا استقالتهم بسبب انفراد راشد الغنوشي بالقرار وضعف المؤسسية والثقافة الديمقراطية داخل حركة النهضة، لم تفلح كل المحاولات التي بذلتها الحركة ـ ذراع الإخوان في تونس ـ للخروج من النفق الصعب الذي وضعت نفسها فيه بسبب تحالفها مع الفساد، واللهث خلف السلطة على حساب مصالح الناس، ما استدعى تدخلا من الرئيس الذي جمد البرلمان، ورفع الحصانة عن أعضاءه.
إخوان تونس
ويرى محللون ونشطاء أن الصدام الداخلي لإخوان تونس، والذي تحاول تصديره للدولة لن يؤتي ثماره، فالطلقة خرجت من المدفع ولن يكون بوسع أحد إعادة عقارب الساعة للخلف.
يقول فهد ديباجي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الوضع المتردي للنهضة، يؤكد أنها تعيش أيامها الأخيرة، لافتا إلى أن الدولة التونسية عبر قرارات رئيسها ودعمه المطلق من الشعب، تسير نحو حياة سياسية هادئة ومستقرة، رغم كل المحاولات الإخوانية اليائسة لتعطيل ذلك المسار.
إجراءات قيس سعيد
أضاف: قرارات وإجراءات الرئيس التونسي قيس سعيّد، أسهمت في وضع حد للفوضى التي خلقها الإخوان، وهي نقطة البدء لحياة سياسية فاعلة، بعيدا عن أي مصالح ضيقة تبحث عن سلطة، لا عن صالح الشعب التونسي.
أكد الباحث أنه وسط أي فوضى مثل التي خلفها الإخوان في تونس على مدار السنوات الماضية منذ أحداث 2011، يجد الفساد والفاسدون فرصة سانحة للتغلغل داخل مفاصل الدولة، لذا كان لا بد من قرارات إنقاذ جريئة وفق الدستور التونسي، تعيد هيبة مؤسسات الدولة ومسارها السياسي والاقتصادي إلى طبيعته، بعيدا عن ارتهان البلد لقرارات من خارج حدودها وسيادتها.
أضاف: انتصرت إجراءات قيس سعيد وانتصر معه دستور تونس وشعبها، فيما تكشّفت الصورة الحقيقية للإخوان، التي ترسمها أجندات الخارج لا احتياجات الوطن، لذا سلبها الشعب السلطة، التي كثيرا ما توراى الإخوان وراءها تحقيقا لأغراضهم الخبيثة.
توجهات الإرادة الشعبية
أشار الباحث إلى أن الإخوان طردتهم الإرادة الشعبية التونسية، التي دعمت القرار السياسي والدستوري، فيما انعكس ذلك الانهيار على الهيكل الداخلي لحركة النهضة التي باتت مجرد صوت فقير يحاول فشلا اختراق المجال السياسي في تونس.
استكمل: لا أفق إذًا للإخوان في تونس، رغم محاولاتهم المستميتة للبقاء، فالرئيس والشعب التونسي أكدا أنه لا عودة إلى الخلف فيما أكدت الأيام الفائتة أن إدارة النهضة الفاشلة تسير إلى صراعاتها وتجاذباتها العبثية، بقيادة راشد الغنوشي، من أجل اللحاق بآخر نقطة فوضى ممكنة، وهذا الأمر قد مهّد الطريق أكثر أمام التونسيين لتثبيت إجراءات رئيسهم والمضي في تنفيذ خططه، عكس ما تريد النهضة لتكون تونس للجميع، لا حكرًا على فصيل يريد الاستئثار بالحقيقة والسلطة ولا يعترف بالواقع.
اختتم: تشكيل حكومة تونسية خطوة مهمة لتقدم تونس إلى الأمام، ودحض كل مزاعم الإخوان أن الديمقراطية التونسية في خطر،فمثل هذه المزاعم الإخوانية المخترَعة تم نسفها على يد الشعب التونسي وإجراءات رئيسه، مؤكدا أن تونس الآن اتزانها ومسارها الناجح.