انقلاب متبادل ومصير غامض.. مستقبل الإخوان في مهب الريح
انقلاب كامل الأركان انتهى لانشطار التنظيم بين جبهات عدة، الغرض منها السيطرة على جماعة الإخوان الإرهابية، القوة أصبحت لمن يملك ملف التمويل والتنظيم الدولي وعلاقات الخارج، وعلى الأرض من الصعب توقع حسم الموقف، حيث تملك كل جبهة العديد من الأوراق التي تعزز موقفها، لكن السؤال: ما الذي أوصل الجماعة إلى هذا الموقف المعقد على المستوى الداخلي والخارجي ؟
تفكك جماعة الإخوان
يقول جمال الذيابي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن العالم بات على موعد قريب مع تفكك جماعة الإخوان المولودة على يد حسن البنا عام 1928، وحينها سيتنفس الإقليم والعالم بعد عقود من التلوث الفكري والعقائدي، على حد وصفه.
أضاف: تحت وطأة الضربات المتلاحقة والموجعة في عدد من الدول العربية وجدت الجماعة الأبواب موصدة، ولم يعد هنالك مكان في العالم يرحّب بأعضائها الفارين والمطاردين، وحتى إسطنبول التي احتضنتهم تسعى إلى التخلص منهم؛ إما بالطرد والترحيل، أو تسليم المطلوبين منهم إلى دولهم.
فشل الجماعة عرض مستمر
لفت الباحث إلى إن المعركة مستمرة ضد الجماعة، التي نجح الشعب المصري في اقتلاعها بعد عام واحد من تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، بعد أن لفظها المصريون وأطاحوا بها عبر ثورة شعبية واسعة.
أضاف: فشل الإخوان فى تطوير خطابهم بما يتوافق مع الاحتياجات السياسية والاجتماعية والأمنية، مؤكدا أن الحكومات والشعوب فضحت سلوكيات الإخوان، التي تتّسم بالتلّون والتحريض، وعدم القدرة على التكيّف مع الواقع.
استكمل: إخوان السودان وتونس والمغرب أخذوا فرصًا طويلة في السلطة، إلا أن التجارب أثبتت أنهم جماعة ذات مشروع سياسي فاشي غير قابل للبقاء، ومن ثم فإنه ليس مفاجئًا سقوط الإخوان عام٢٠٢١، بعد أن فضحت تجاربهم في الحكم ارتباطهم بنشر الفوضى والخراب والاغتيالات وتعطيل المؤسسات.
الأيام الإخيرة للإخوان
اختتم: التنظيم العابر للقارات أصبح محاصرًا ويلفظ أنفاسه ويتعين على الأسرة الدولية عدم التساهل مع تلك الجماعة وسواها من التنظيمات التي تحاول العودة بوجوه ومسميات جديدة، ما يتطلب قدرًا أكبر من التدابير لمنع تكرار تغول تلك الأجندات وفضح ممارسات من يمولها ويؤويها ويتماهى مع أفكارها الشريرة على حد قوله.