أزمات سد النهضة والشرق الأوسط والهجرة غير الشرعية تتصدر نشاط السيسي الخارجي
شهد الأسبوع الرئاسي نشاطًا خارجيًا حافلًا حيث استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بيونج سيوك بارك، رئيس الجمعية الوطنية بجمهورية كوريا الجنوبية، وذلك بحضور المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، وجين ووك هونج، السفير الكوري بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس طلب نقل تحياته إلى الرئيس الكوري الجنوبي، مون جاي إن، مؤكدًا اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الصديقين، ومشيدًا بالإنجازات التي شهدتها العلاقات الثنائية المشتركة خلال الفترة الأخيرة، والتي تعكس عمق وصدق تلك الروابط، والمعززة بتبادل الزيارات الرفيعة بين البلدين، والتي وفرت قوة الدفع لتطوير التعاون في كافة المجالات، حيث كان آخرها زيارة وزير الدفاع الكوري إلى القاهرة في شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي يساعد كذلك على استغلال واستكشاف الآفاق العريضة أمام تطوير العلاقات الثنائية.
من جانبه؛ نقل "بارك" إلى الرئيس تحيات الرئيس الكوري الجنوبي، مؤكدًا الاعتزاز الكوري على المستويين الرسمي والشعبي بعلاقاتها الوطيدة مع مصر، والحرص المتبادل على تعزيز مجالات التعاون الثنائي، خاصةً ما يتعلق بتوسيع الاستثمارات الكورية في مصر للاستفادة من موقعها الاستراتيجي للانطلاق الى الأسواق في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط، فضلًا عن تفعيل الشراكة التعاونية الشاملة بما يتناسب مع إمكانات البلدين الصديقين ويدعم نقل التجربة التنموية الكورية إلى مصر، خاصةً في ضوء البنية التحتية الحديثة التي شيدتها مصر خلال الأعوام الأخيرة، مما يدعم جهود التعاون المشترك في كافة المجالات، حيث أشاد "بارك" بما تشهده مصر حاليًا بقيادة الرئيس من نهضة شاملة في إطار استراتيجية مصر التنموية 2030.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي المشترك في عدة قطاعات، وكذلك سبل استفادة مصر من الخبرات الكورية العريقة في الصناعات التكنولوجية، إلى جانب توطين صناعة المركبات الكهربائية وما يتعلق بها من صناعات مغذية، بالإضافة إلى التعاون في مواجهة تداعيات جائحة كورونا.
كما تم تبادل وجهات النظر بشأن أبرز مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأزمة الليبية، والقضية الفلسطينية، حيث شهد اللقاء توافق الرؤى بشأن مجمل هذه الموضوعات، كما أكد الرئيس في هذا الإطار دعم مصر الدائم لكافة الآليات التي تضمن أمن واستقرار شبه الجزيرة الكورية، في حين ثمن رئيس الجمعية الوطنية الكورية الثقل السياسي المصري كحجر زاوية في صون الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا، لاسيما ما يتصل بالجهود والتحركات المصرية للتوصل إلى التسوية السياسية للأزمات في المنطقة، فضلًا عن التحركات الأخيرة في ملف عملية السلام من خلال تثبيت الهدوء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، خاصةً من خلال المبادرة المقدرة لإعادة إعمار غزة.
كما استقبل الرئيس السيسي بقصر الاتحادية الرئيس سلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين للبلدين.
وقال السفير بسام راضي إن الرئيس رحب بأخيه الرئيس "كير" في بلده الثاني مصر، مؤكدًا أن هذه الزيارة تعكس خصوصية العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين على مستوى القيادة السياسية والحكومتين والشعبين، ومشيدًا بوتيرة الفعاليات المستمرة بين البلدين، والتي توجت مؤخرًا بعقد الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة في القاهرة في شهر يوليو ٢٠٢١، وهو ما يؤكد الاهتمام المتبادل بتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة على تحقيق المنفعة المشتركة للبلدين.
كما أكد الرئيس استمرار دعم ومؤازرة مصر لجنوب السودان في الفترة الراهنة ارتباطًا بتنفيذ استحقاقات اتفاق السلام المنشط الموقع في عام ٢٠١٨، والتحديات المرتبطة بجائحة كورونا ومخاطر الفيضانات والأزمة الغذائية، فضلًا عن مساندة جوبا في الارتقاء بمختلف القطاعات التنموية، خاصةً في مجالات الري والصحة والتعليم، وذلك بالتوازي مع إطلاق عملية شاملة للتكامل الاقتصادي على المستوى الوطني.
من جانبه؛ أعرب رئيس جنوب السودان عن امتنانه وتقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا على قوة الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتطلع بلاده للارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، خاصة في ظل الدور المحوري الذي تقوم به مصر على الصعيد الإقليمي في القارة الافريقية.
كما أكد الرئيس "كير" وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، مشيدًا في هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية في جنوب السودان ومساهمتها في جهود التنمية، خاصةً في مشروعات البنية الأساسية من شبكات الطرق والكهرباء والاتصالات والمشروعات الزراعية، ومعربًا عن تطلع بلاده لتعظيم هذا النشاط وتوفير كافة التسهيلات الداعمة له، وتقدير جنوب السودان لما تقدمه مصر من دعم فني على مدار السنوات الماضية، بما يعكس عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية الراهنة ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها التطورات الجارية في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، وكيفية العمل على احتواء تداعياتها المحتملة على باقي دول المنطقة.
كما تم التباحث حول مستجدات قضية سد النهضة في ضوء التنسيق القائم والمستمر بين البلدين الشقيقين في هذا الشأن، خاصة بعد صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق قانوني منصف وملزم خلال فترة وجيزة يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف كما ألقي الرئيس السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك.
كما شارك الرئيس السيسي في العاصمة المجرية بودابست في قمة مصر والدول الأعضاء في تجمع فيشجراد، والذي يضم كلًا من المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا" .
وقال السفير بسام راضي أن الرئيس توجه في بداية جلسات القمة المغلقة بالشكر والتقدير لدولة المجر الصديقة على استضافتها للمرة الثانية على التوالي لقمة مصر ودول تجمع فيشجراد، وهو المحفل الرئاسي الذي تهتم مصر كثيرًا بدورية انعقاده للمساهمة في الارتقاء بالتنسيق والتعاون بين مصر ودول هذا التجمع الأوروبي الهام.
من جانبهم، عبر رؤساء دول فيشجراد عن الترحيب بالرئيس والالتقاء بالرئيس مجددا، والحرص على الاستماع إلى رؤية الرئيس تجاه الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية الدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس نحو استقرار المنطقة، وكذلك شمال أفريقيا والأمن الإقليمي بأسره.
وتناول الرئيس من جانبه تطورات الاوضاع في الشرق الأوسط والتحديات العديدة التي تموج بها المنطقة، وعلى رأسها تعدد الأزمات في عدد من الدول وانهيار مفهوم الدولة الوطنية، إلى جانب ضعف مؤسسات تلك الدول التي تعاني من وطأة الأزمات، وهو ما يفرض بذل أقصى الجهود لإنهاء هذا الوضع وتحقيق الأمن والاستقرار والسعي إلى حلول سياسية لتلك الأزمات.
كما أضاف الرئيس أنه في مقدمة التحديات التي تواجه المنطقة، وكذلك أفريقيا، هو خطر الإرهاب وما ينتج عنه من تهديد لمقدرات الدول وأمن شعوبها، وهو التحدي الذي نجحت مصر إلى حدٍ كبير في مواجهته واحتوائه بانتهاج مسار شامل ومتكامل لا يقف عند حدود المواجهات الأمنية، ولكن يتضمن أيضًا الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، وهي وإن كانت مقاربة وطنية، إلا أنها بكل تأكيد تستدعي تضافرًا دوليًا مخلصًا لدعمها وتعزيزها.
كما أكد الرئيس على أنه بالتوازي مع مكافحة الإرهاب، وما ينجم عنه من زعزعة الأمن والاستقرار، تنشأ موجات الهجرة غير المشروعة، على خلفيات متعددة، من بينها التردي الاقتصادي، وتأجيج الصراعات الداخلية في بعض الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن من خلال تدخل بعض الدول الإقليمية في الشئون الداخلية لهذه الدول وتأليب الهويات المختلفة ضد بعضها سواء كان هذا الاختلاف في الدين أو المذهب أو العرق؛ الأمر الذي يتسبب في موجات ضخمة من اللجوء والنزوح، مشددًا على أن مواجهة الهجرة غير المشروعة بفاعلية تتطلب في المقام الأول معالجة جذورها ومسبباتها قبل أعراضها، وفي مقدمتها تسوية الصراعات الإقليمية، والتصدي بحزم ووضوح لمحاولات بعض الدول استغلال هذه الصراعات لاستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها مقاليد الأمور في هذه الدول، مما يتطلب موقفًا قويًا من مختلف الدول والكيانات، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، رغم نجاح الجهود المصرية أكثر من غيرها في وقف الهجرة غير المشروعة عبر حدودنا البحرية بشكل تام منذ عام ٢٠١٦.
من جانبهم؛ أكد زعماء دول تجمع فيشجراد على تثمينهم البالغ لجهود الرئيس في قيادة مصر في إطار من السياسات المتوازنة والثابتة والشديدة الاعتدال، والتي انعكست في نجاحات كبيرة تمثلت في دحر الإهراب في مصر ووقف موجات الهجرة غير الشرعية، وهي أمور تهتم بها أوروبا كثيرًا، مؤكدين أنهم سوف يبذلون جهودهم داخل الاتحاد الأوروبي لتوضيح ما تقوم به مصر بقيادة الرئيس في هذا السياق لمزيد من الإيضاح لصورة الأوضاع في مصر ودعمها في مسلكها في التعامل مع كافة القضايا ذات الصلة، وكذلك الجهود التنموية الكبيرة التي تبذل حاليًا داخل مصر لرفع مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات وجميع مناحي الحياة.
وفي هذا الإطار؛ أكد الرئيس تطلع مصر لمزيد من التعاون مع دول فيشجراد لنقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة والتعاون في مجال التعليم والتدريب والجامعات في مصر، أخذًا في الاعتبار البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر حاليًا، والتي تعتبر أساس نجاح لأي تعاون مشترك، مضيفًا أن مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة في تاريخها الحديث، أخذًا في الاعتبار حجم التحديات المتراكمة وقلة الموارد.
وأكد الرئيس السيسي في قمة مصر ودول الفيشجراد: “نحن قيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه” وهناك ضرورة لتفهم اوروبا لما يحدث في مصر.
كما أكد الرئيس بالمؤتمر الصحفي لقمة دول الفيشجراد ومصر"إن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم في البحر أو للمجهول، بل تدمجهم في المجتمع المصري مضيفا سيادته أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقي أو إنساني أن تجمع اللاجئين في معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.
وأوضح الرئيس أن مصر تسعى للتقدم في المجالات كافة؛ من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين، مشيرًا إلى المبادرة التي تحمل نفس الاسم - حياة كريمة- والتي تستهدف تطوير حياة 60 مليون إنسان بالريف المصري.
كما التقى الرئيس السيسى مع "يانوش أدير" رئيس جمهورية المجر في مقر القصر الرئاسي ببودابست، وذلك في إطار اليوم الثاني للزيارة الرسمية للرئيس للمجر.
وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وقال السفير بسام راضي أن الرئيس أجرى مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة مع رئيس المجر، حيث أعرب فى مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال المجري، مشيدًا بعلاقات الصداقة المصرية المجرية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال تعظيم حجم الاستثمارات المجرية في مصر.
وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس المجري رحب بالرئيس والوفد المرافق له، معربًا عن تقدير المجر لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين.
كما أشاد الرئيس المجري بالتجربة التنموية الناجحة التي تشهدها مصر حاليًا بقيادة الرئيس في جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى كافة المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.
وأكد الرئيس من جانبه أن الاستثمارات والصناعات المجرية لديها فرصة كبيرة حاليًا للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكدًا الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع المجر وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.
كما أشاد الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق الجاري بين البلدين الصديقين في مجال الموارد المائية وإدارتها، خاصةً ما يتعلق بمحطات معالجة المياه، وذلك في ضوء الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة لدى المجر في هذا المجال.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت عددًا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بتطورات الأزمة الليبية، والأوضاع في أفغانستان، والجهود المشتركة للتصدي لتداعيات جائحة كورونا، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وقد أشاد الرئيس المجري في هذا الإطار بالدور المحوري الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة في إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمي.
كما تم تبادل الرؤى بشأن جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، في ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقي على مساعي تحقيق التنمية في المنطقة والعالم، حيث أكد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي لحصار تلك الآفة على كافة المستويات، في حين أشاد الرئيس المجري بالمقاربة الشاملة التي اتبعتها مصر في الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذى يؤدى إلى الإرهاب.
كما تطرقت المباحثات إلى التطورات الجارية في قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس على الموقف المصري القائم على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك استنادًا إلى قواعد القانون الدولي والبيان الرئاسي لمجلس الأمن في هذا الشأن، في حين أعرب الرئيس المجري عن تفهم بلاده التام لموقف مصر وأهمية مياه النيل بالنسبة لها، مؤكدًا أن تسوية هذه القضية من شأنها تعزيز الاستقرار بالمنطقة بالكامل.
كما تم أيضًا تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عملية السلام، حيث ثمن الرئيس المجري التحركات المصرية الأخيرة في هذا الصدد، والتي أفضت إلى تحقيق وتثبيت الهدوء بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، خاصةً من خلال المبادرة المصرية لاعادة إعمار غزة.
وقال السفير بسام راضي أن الرئيس السيسي وضع إكليلا من الزهور بالنصب التذكاري بميدان الأبطال بالعاصمة بودابست
كما عقد الرئيس السيسي مباحثات مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بمقر رئاسة الوزراء ببودابست، وذلك في ثالث أيام زيارة الرئيس الرسمية للمجر.
وقال السفير بسام راضي أن رئيس الوزراء المجري استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس صديقًا عزيزًا في المجر، معربًا عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعبًا، ومشيدًا بالعلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط بين مصر والمجر، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين على جميع المستويات، لا سيما في ضوء دور مصر المحوري كركيزة للاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط وأفريقيا.
ا
من جانبه؛ توجه الرئيس بالشكر ل "أوربان" على دعوته لزيارة المجر وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيدًا بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر والمجر ومدى تميزها، والتي ظهرت بشكل خاص خلال اللقاءات المتعددة بين الجانبين، ومعربًا عن اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها في كافة المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسي بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلًا عن تعويل مصر على المجر فى إطار تعميق العلاقات المصرية مع تجمع "فيشجراد".
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري في هذا الصدد بالطفرة التنموية الملحوظة التي تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة في العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجاري بين البلدين الصديقين وإحداث نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية المصرية المجرية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات المجرية في تنفيذ المشروعات القومية العملاقة في مصر.
وفيما يتعلق بالتعاون بين البلدين في إطار تجمع "فيشجراد"؛ أشاد الرئيس بنتائج القمة التي انعقدت بين مصر ودول التجمع، مؤكدًا تطلع مصر لأن تشهد فترة رئاسة المجر الحالية لتجمع "فيشجراد" تطورًا ملموسًا في مجالات التعاون المختلفة مع مصر، وذلك في ظل الخبرات العميقة التي تتمتع بها دول التجمع في العديد من المجالات، خاصةً على مستوى تعظيم التعاون الاقتصادي والقطاع السياحي، ومثمنًا في هذا الإطار التعاون المتنامي بين مصر ودول "فشجراد"، لما يعكسه ذلك التعاون من تماثل في الرؤى حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما مع حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الساحة الدولية، الأمر الذي يتعين معه البناء عليه لإيجاد تحرك مشترك مع الدول ذات التوجهات المتشابهة، خاصة في مجالات أمن الطاقة والأمن الإقليمي.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري في هذا الصدد بالدور الإيجابي الذي تقوم به مصر في إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة في محيطها الإقليمي، وكذلك تعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، فضلًا عن جهودها في مكافحة الفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.
كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث أشاد رئيس الوزراء المجري بالتحركات المصرية الأخيرة في هذا الملف على أعلى مستوى، وكذا الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، وقد أكد الجانبان على أهمية العمل في هذا الصدد على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعيًا نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.
كما تم مناقشة مستجدات قضية سد النهضة في ضوء صدور البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، حيث أكد الرئيس مدى الالتزام الذي أبدته مصر تجاه مسار المفاوضات وأن المجتمع الدولي عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية التي تمس مصالح مصر المائية.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا من بوريس جونسون، رئيس وزراء بريطانيا.
وقال السفير بسام راضي أن الاتصال تناول مناقشة الاستعدادات الجارية لاستضافة مدينة جلاسجو للدورة القادمة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، حيث تم التوافق على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك بين البلدين لضمان الخروج بنتائج إيجابية من هذه الدورة على نحو يعزز من عمل المجتمع الدولي في ظل أزمة المناخ العالمية الراهنة، وفي ضوء أهمية الدور المصري في قضايا المناخ على الصعيد الإقليمي، فضلًا عن سعي مصر لاستضافة الدورة القادمة من المؤتمر خلال عام 2022.
كما تناول الاتصال التباحث حول أبرز ملفات العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها، خاصةً على صعيد التعاون في مجال الدفاع، والأمن، ومكافحة الإرهاب، إلى جانب تنشيط حركة السياحة البريطانية الوافدة إلى مصر.
كما تم مناقشة مستجدات عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ليبيا؛ حيث تم التوافق على دعم المسار السياسي القائم وصولًا إلى إجراء الاستحقاق الانتخابي المنشود في موعده المقرر نهاية العام الجاري، بالإضافة إلى أهمية خروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك التباحث كذلك حول تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل السد، وذلك على نحو يحفظ الأمن المائي المصري، وكذلك يحقق مصالح جميع الأطراف، ويحافظ على الاستقرار الإقليمي، أخذًا في الاعتبار ضرورة استمرار المجتمع الدولي في الاضطلاع بدور جاد في هذا الملف، فضلًا عن إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من كافة الأطراف في عملية المفاوضات، بما يتسق مع البيان الرئاسي الصادر في هذا الصدد عن مجلس الأمن الدولي.
كما استقبل الرئيس السيسي السيناتور "روبرت مينينديز"، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وذلك بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، و"جوناثان كوهين" سفير الولايات المتحدة بالقاهرة.
وقال السفير بسام راضي أن الرئيس رحب بالسيد مينينديز في زيارته للقاهرة، مشيرًا إلى الأهمية التي توليها مصر للتواصل الدائم مع قيادات الكونجرس في إطار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين إزاء مختلف القضايا، ومؤكدًا على متانة العلاقات الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات لاسيما في ظل الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وعلى رأسها خطر الإرهاب الآخذ في التنامي.
من جانبه؛ أكد مينينديز الأهمية الكبيرة التي توليها الولايات المتحدة للعلاقات مع مصر، مثمنًا المستوى المتميز للتعاون المشترك بين البلدين، ومشيرًا إلى أن مصر تعد ركيزة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم العربي، فضلًا عن كونها شريكًا محوريًا للولايات المتحدة في المنطقة، معربًا عن التقدير البالغ لدور مصر الناجح تحت قيادة الرئيس في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وإرساء المفاهيم والقيم النبيلة من حرية الاعتقاد والتسامح وثقافة قبول الآخر، بالإضافة إلى الجهود الكبيرة التي تتم داخل مصر لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لصالح المواطنين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تطرق إلى التطورات الراهنة على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، حيث تم التوافق حول أهمية الإسراع في التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها، مع التأكيد على الدور المصري الحيوي في هذا الصدد.
وفي هذا الإطار؛ جدد مينينديز تثمين الإدارة الأمريكية للجهود المصرية تجاه التهدئة في قطاع غزة واحتواء التصعيد الاخير، حيث أكد الرئيس في هذا السياق دعم مصر لمختلف الجهود الرامية لتنشيط عملية السلام واستئناف المفاوضات، وموقف مصر الثابت في هذا الخصوص بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق المرجعيات الدولية، بما يفتح آفاقًا للتعايش السلمي بين جميع شعوب المنطقة.
كما تم التباحث أيضًا حول مستجدات قضية سد النهضة في ضوء التنسيق القائم والمستمر بين البلدين في هذا الشأن، حيث أكد الرئيس على أهمية الالتزام بتطبيق ما ورد في البيان الرئاسي الأخير لمجلس الأمن من امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق قانوني منصف وملزم خلال فترة وجيزة يضمن قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف.