مطار القاهرة يستقبل مقتنيات معرض ملوك الشمس بعد انتهاء عرضها في التشيك
وصل منذ قليل إلى مطار القاهرة الدولي، مقتنيات معرض ملوك الشمس والذي أقيم بالمتحف الوطني بالعاصمة التشيكية براغ في الفترة من 30 أغسطس 2020 حتى 30 سبتمبر 2021.
وقال الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المعرض شهد نجاحا باهرا وإقبالا كبيرا من الزائرين سواء من دولة التشيك أو من الدول المجاورة لها، حيث تخطى عدد الزائرين النصف مليون زائر خلال فترة المعرض، لافتا إلى أنه تم تمديد المعرض فترتين متتاليتين بناء على طلب الجانب التشيكي بسبب الإقبال الكبير عليه، حيث كان من المقرر انتهائه في يناير 2021 وتم تمديده لينتهي في يونيو ثم تم مده إلى فترة أخرى لينتهي في سبتمبر 2021، مؤكدا علي أن هذا المعرض أدى إلى زيادة عدد السائحين الوافدين من التشيك إلى مصر خلال الفترة الماضية.
معرض ملوك الشمس
جدير بالذكر أن معرض ملوك الشمس هو أول معرض للآثار المصرية القديمة يقام في جمهورية التشيك، وقد افتتحه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ورئيس الوزراء التشيكي أندرية بابيش، ووزير الثقافة التشيكي لوبومير زاورالك، في شهر أغسطس 2020، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بمرور 60 عاما على العمل الأثري للبعثة التشيكية في منطقة أبوصير الأثرية، ليقدم المعرض لزائريه لمحة صغيرة عن الحضارة المصرية العريقة مما يشجعهم على زيارة مصر لمشاهدة المزيد من آثارها والاستمتاع بشواطئها الخلابة.
مقتنيات المعرض
وضم المعرض 90 قطعة أثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة التشيكية في منطقة أبو صير الأثرية؛ من بينها رأس تمثال للملك "رع-نفر-اف"، ومجموعة من التماثيل من الدولة القديمة منها تمثال لكاتب وتماثيل لكبار رجال الدولة والموظفين ومجموعة من الأواني الكانوبية، بالإضافة إلى 10 تماثيل اوشابتي من الفيانس.
قاعة الملك توت عنخ آمون
وأنتهى مرممو وأثريو المتحف المصري الكبير بالتعاون مع إحدى الشركات الوطنية من أعمال نقل وإعادة تركيب المقصورة الثانية للملك الشاب توت عنخ آمون داخل الفاترينة المخصصة لها مع باقي المقاصير الخاصة بالملك الشاب.
وأشار اللواء عاطف مفتاح المشرف العام علي المتحف الكبير والمنطقة المحيطة، أن أعمال تركيب المقصورة استغرق ما يقرب من ٤ ساعات من العمل الدقيق والذي يعطي صورة مشرفة عن المرمم المصري ومدى براعته في التعامل مع الآثار ذات الطبيعة الخاصة، مؤكدا على أن عملية التجميع والتركيب للمقصورة تمت بمهارة شديدة ليصل بذلك عدد المقاصير التي تم نقلها خلال الفترة الماضية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف المصري الكبير ثلاثة مقاصير، حيث تم نقل المقصورة الرابعة والتي تعد أصغر المقاصير ثم الثالثة ثم المقصورة الثانية والتي تعد أكبر القطع التي تم نقلها حتى الآن من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون.
نقل مقصورة الملك توت عنخ آمون
وأوضح الدكتور الطيب عباس مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، أن هذه المقصورة مصنوعة من الخشب المذهب، وتم العثور عليها ضمن مقتنيات الملك بمقبرته بالبر الغربي بالأقصر والتي تم الكشف عنها في نوفمبر 1922، ثم تم نقلها مع باقي القطع إلى المتحف المصري بالتحرير حيث تم عرضها.
نقل المقصورة الأولى
وأضاف مساعد وزير السياحة والآثار للشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، أنه سيتم نقل المقصورة الأولى المتبقية في القريب العاجل لتعرض كل مقصورة من مقاصير الملك توت عنخ آمون في فاترينة خاصة وفقا لأحدث طرق العرض المتحفي بالقاعات المخصصة لعرض كنوز الملك والتي تبلغ مساحتها حوالي 7200 متر مربع والمزودة بأحدث وسائل العرض المتحفي من فتارين ذات تحكم بيئي في درجات الحرارة والرطوبة والإضاءة.
وأشار إلى أنه سيتم الاستعانة بوسائل توضيحية من الجرافيك وبطاقات شرح خاصة بكل قطعة وكذلك شاشات عرض توضح سيناريو العرض الخاص بالملك الشاب، مؤكدا أن أعمال وضع القطع الأثرية الأخرى للملك توت عنخ آمون تسير بشكل منتظم وطبقا للجدول الزمني الخاص بها.
وأكد مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف، أن عملية نقل المقصورة تمت طبقا للأسس والمعايير العلمية الدقيقة، حيث تم فك المقصورة إلى ١٥ جزء بنفس أسلوب وطريقة الصناعة الذي استخدمها المصري القديم، ثم تغليف كل جزء على حدة داخل صندوق داخلي وآخر خارجي باستخدام مواد خالية من الحموضة، مشيرا إلى أن فريق العمل من المتحف المصري الكبير والمتحف المصري بالتحرير يواصل العمل ليلا ونهارا للانتهاء من أعمال ترميم المقصورة الأولى تمهيدا لنقلها وعرضها داخل الفاترينة المخصصة لها داخل قاعات كنوز الملك الشاب.
أساليب تقل المقصورة
وأوضح الدكتور عيسي زيدان مدير عام الشئون التنفيذية للترميم ونقل الآثار بالمتحف المصري الكبير، أن فريق العمل قام بأعمال الترميم والتدعيم والحماية والتقوية للمقصورة قبل عملية النقل وسبق ذلك أعمال الفحص والتوثيق العلمي والأثري والتصوير باستخدام X-ray radiography للتعرف علي أماكن الوصلات والتعاشيق بالمقصورة، وكذلك أماكن الضعف والقوة بها وللتعرف علي مكونات المعدن الموجود بالمقصورة باستخدام X ray fluorescence، بالإضافة إلى إعداد تقرير شامل عن حالة المقصورة قبل عملية النقل، الأمر الذي من شأنه ساهم بشكل ملحوظ وجيد في عملية الفك وإعادة التجميع والتركيب.