سيد الخلق في كتابات المفكرين.. ماذا قال العقاد والحكيم عن النبي الكريم؟
نحتفل هذه الأيام بذكرى مولد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وحول شخصيته خط بعض الكتاب والأدباء انطباعاتهم عن مآثره عليه السلام وكيف يجد فيه المرء القدوة والسيرة الحسنة حتى استطاعت دعوته أن تسود العالم عبر قارات الدنيا، ومن الصعب حصر الكتابات التى صدرت عن هؤلاء عن سيرة سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فمثلا:
كتب المفكر فتحى رضوان في كتابه (الثائر الأعظم) يقول: لما كان يوم الإثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وضعت آمنة جنينها فنزل إلى الحياة يتيم الأب، نعم لم تحمله ذراع أبيه بل ذراع جده الذي كان جالسا في جوف الكعبة وحوله عشيرته، وفاض وجوده بالفرح والمسرة فرحا بمولد ابن ابنه عبد الله.
وأضاف رضوان: لم يترك عبد الله سوى بيت صغير وخمسة من الإبل وجارية اسمها "بركة" التي أحبت الطفل وتعلقت به، لكن جرى العرف أن سنة إرضاع أبنائهم في البادية ليصبحوا فصحاء ولتقوى أجسامهم ولتألف نفوسهم شظف الصحراء.
عزفت عن محمد المرضعات بعد أن عرفن أنه يتيم وأنه فقير في كفالة جد كثير الأبناء، حتى وافقت حليمة من مرضعات بنى سعد على تولى إرضاعه، وفى العام التالى أتم محمد رضاعه ثم عاد إلى أحضان أمه.
وفى السنة السادسة ذهبت به أمه إلى يثرب ليزورا قبر عبدالله وبعد الزيارة ماتت آمنة ودفنت في "الإيواء" في الطريق بين مكة والمدينة وأخذه جده عبد المطلب وأغدق عليه بالحب والحنان، وفى الثامنة فقد محمد جده فتجدد شعوره باليتم لكنه وجد في حب عمه أبوطالب العوض والأمان والحب.
وفى بيت عمه أبوطالب ذاق محمدا طعما جديدا للحياة، فقد كان عمه ذا عيال كثيرين، فكانت عائلة أبى طالب معهدا طيبا قانونه الحب والعطف، فمنحه من قلبه مثل نصيب بقية أبنائه جميعا. تلك هي طفولة محمد النبى الذي أشرقت بنوره البشرية ليكون الثائر الأعظم وأعظم خلق الله.
عبقرية محمد
يتحدث الأديب الكبير عباس محمود العقاد عن أعظم رسل السماء في كتابه (عبقرية محمد ) عن جوانب العبقرية في حياة النبى صلى الله عليه وسلم فيقول: إن العالم قبل محمد عليه السلام يختلف تماما عن العالم بعد ظهوره ودعوته الخالدة الإسلام.
إن محمد عظيم بالغ في العظمة وفاقا لكل مقياس صحيح يقاس به العظيم عند بنى الإنسان في عصور الحضارة، وأن التاريخ كله بعد محمد متصل به ومرهون بعمله وان حادثا واحدا من أحداثه الباقية لم يكن ليقع في الدنيا كما وقع لولا ظهور محمد وظهور عمله، فلا فتوح في الشرق والغرب ولا حركات أوروبا في العصور الوسطى.
الرسول الإنسان
وقال الكاتب خالد محمد خالد عن انسانيات محمد: لو لم يكن محمد رسولا لكان إنسانا في مستوى الرسول ولو لم يتلق الأمر من ربه "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك"، لتلقاه من ذات نفسه، يا أيها الإنسان بلغ ما يعتمل في ضميرك.
السلام والمساواة
وقال الكاتب مصطفى بهجت بدوى: كان مجتمعا فاشلا الغى عقله واتبع شهواته وسيطرت عليه الروح الفردية والقبلية وهام الناس على وجوههم حيارى ينشدون العدل لانفسهم والظلم لغيرهم، وكانت هناك أديان وزيد عليها إشراك وأصنام، الحاد وأوهام،، ولد محمد فكان بشرى للعالمين، ثم أرسل عليه السلام فكان رحمة للعالمين، كافح وتحمل الأذى والعذاب وقالوا ساحر وقالوا مجنون ورفضوا كل ما عرضه عليهم، ولم يزل بهم حتى آمنوا بما دعا إليه وحطموا الأصنام، علمهم النبى أن للفقير حقا في مال الغني وأن الشورى أداة إلى الرأي الصائب وحض على العمل واتقانه ودعا إلى السلام والمساواة ونبذ الظلم، عليه الصلاة والسلام.
حياة محمد
وقال الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه ( حياة محمد ): ولد الرسول فى أمة غارقة فى الضلال والجهل والبغى والظلم والشرك والكفر والفرقة والاستبداد والقساوة والعنف والغضب والسخط.
ولد هذا اليتيم فى أمة بلغت وحشيتها وقسوتها أن تحفر لفلذات كبدها وتدفنهم صغارا ابرياء خشية إملاق وخوفا من العار.
وكانت فترة ميلاده عليه السلام هى فترة لا خلاف عليها، فهو نشأ وديعا هادئا أمينا نقيا طاهرا، ونائيا عن كل شر وآثام قومه وبيئته، حتى لم يستطع التاريخ أن يحفظ له غلطة أو كذبة أو جريمة، بل ان قومه ضربوا به المثل فى الطيب والصلاح والاستقامة والرحمة والصدق وسموه " الصادق الأمين ".
وحين أشرف محمد على الأربعين، كان قد أدبه ربه فأحسن تأديبه، وقد اتجه بقلبه إلى الصراط المستقيم وإلى الحقيقة الخالدة، وفيما هو نائم فى الغار جاءه ملك وفى يده صحيفة، وقرأ الرسول محمد أول آيات نزلت عليه، وبدأت الرسالة.