نيرانها طالت بيج رامي.. الفتاوى العشوائية جحيم مستمر على السوشيال ميديا
لا تزال أزمة الفتاوى العشوائية، تلقي بظلالها على المجتمع، أصحابها يضيقون على الناس ويحللون ويحرمون دون وعي، يستغلون السوشيال ميديا لإثارة الجدل دائما، أحدهم حاول نزع الشرعية عن الانتصار الكبير للبطل المصري بيج رامي، بعد أن نافس كبار العالم في كمال الأجسام، وحصل على لقب مستر أوليمبيا للمرة الثانية على التوالي، وأكد أن هذه الرياضة حرام شرعًا، وذلك بمعزل عن المؤسسات الشرعية المنوط بها الإفتاء في مصر.
وتطرح إثارة الجدل التي أدمنها البعض السؤال المتكرر: ما سر رواج الفتاوى العشوائية لأشخاص غير معترف بهم من الجهات الرسمية وغير معنيين بالفتوى؟
مشكلة مجتمعية
يرى محمد مفتي، الكاتب والباحث، أن تعدد الفتاوى العشوائية من أكثر المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا العربية والإسلامية، كونها مجتمعات مسلمة متدينة في جوهرها تتحرى اتباع الدين ويؤرقها ارتكاب المعاصي والذنوب.
أضاف: الإفتاء في المجتمعات الإسلامية ذاته ليس أمرًا بسيطًا ولا هينًا، فالفتوى رغم أنها تبدو للبعض كرأي مدعم وموثق بالأدلة يستطيع ممارسته العديد من الأشخاص، إلا أن الأمر في جوهره يتطلب توفر الكثير من الشروط والإجراءات لتجنب الفتاوى العشوائية.
ولفت الباحث إلى أن من يتصدى للإفتاء، لا بد وأن يكون ملمًا بتعاليم الدين بصورة عميقة، بل ويشترط أن يكون متبحرًا في جوانب معينة تتعلق بالقضية محل الفتوى، وأن يكون حصيفًا ومتفهمًا طبيعة المجتمع الذي يعيش فيه طالب الفتوى، وفطنا إلى الحد الذي يمكّنه من تطبيق القواعد الفقهية على كل فتوى على حدة.
تابع: من البداهة ألا يعتبر أي شخص قد اقتصر علمه على مجموعة كتب قرأها أنه مهيأ للفتوى، فالإفتاء هو علم له علماؤه، وتخصص له باحثوه، والفتوى لا يمكن البت فيها ما لم يوفر طالب الفتوى كافة المعلومات اللازمة للحكم عليها وتوفير رأي فيها.
خبرات الإفتاء
وأضاف: من يتصدر للإفتاء يجب أن تتوفر لديه الخبرات المجتمعية الكافية التي تؤهله لمعرفة مدى واقعية وحيادية الفتوى، حتى لا تنحاز لهواه خلال إبداء الرأي فيها.
واختتم: على الجمهور أيضا مسئولية كبرى، فطلب الفتوى من أي شخص ليس معنيا بها، تعكس سطحية وعدم وعي بخطورة اللعب في مساحة خطرة تترصد لها أجنحة الإرهاب والتطرف، ومن يجيدون استغلال ضعاف النفوس لتمرير الكثير من الأفكار المضللة والمغلوطة على أنها مبادئ الدين الحقيقية، والدين بريء منها تمامًا.