أنور وجدي.. 4 زيجات في حياة فتى الشاشة ودعوة وحيدة مستجابة حرمته من التمتع بأمواله
الفنان الراحل أنور وجدي، أحد أهم وأبرز صناع السينما المصرية، الذي ظل متربعًا لسنوات طويلة على عرش الفن، فتصدر أفيشات الأفلام لأعوام كبطل أول، كان في المقابل أحد أعمدة الإنتاج والإخراج، ومكتشف عدد من النجوم من أبرزهم الطفلة المعجزة فيروز، صاحبة المواهب المتعددة والتي احتكرها في عدد من الأفلام الناجحة وقدما معا ثنائيًا فنيًا متميزًا، في أربعينات القرن الماضي.
على الجانب الآخر كانت حياة الفنان الراحل أنور وجدي، الذي ولد في 11 أكتوبر عام 1904، مليئة بالقصص والمواقف والحكايات التي تصلح بأن تخرج في عمل فني مليء بالدراما.
عرف الفنان أنور وجدي، بقدرته على استغلال الفرص لتحقيق نجاحات فنية، وهو ما انعكس على حياته الشخصية، فتعددت زيجاته والتي وصلت لـ 4 زيجات جميعها من داخل الوسط الفني.
الراقصة قدرية حلمي
الزيجة الأولى في حياة الراحل أنور وجدي والتي قد لا يعلم عنها الكثير أنه في بداياته الفنية، تزوّج من الراقصة قدرية حلمي، التي كانت تعمل بفرقة بديعة مصابني، ولكن تلك الزيجة لم تستمر طويلًا، ليتزوج بعدها من الممثلة إلهام حسين.
إلهام حسين
الممثلة الراحلة إلهام حسين كانت الزيجة الثانية في حياة فتى الشاشة الأول في حقبة الأربعينيات أنور وجدي، والتي دفعها للتمثيل، وتوقع لها مستقبل باهر في عالم الفن، فقدمها للمخرج محمد كريم لتظهر في أول أفلامها أمام الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكان ذلك في فيلم يوم سعيد، وبالفعل حققت نجاحًا باهرًا، وبالرغم من تشجيعه ودعمه لها في مسيرتها الفنية، طلبت إلهام حسين من مخرج يوم سعيد عدم الاستعانة بأنور وجدي معها في الفيلم، وكان لها ما طلبت، وخاصة أن أنور وجدي لم يكن بعد نجم الشباك المعروف، الأمر الذي تسبب في خلاف حاد بينهما انتقل إلى حياتهما الأسرية والذي إنتهى بهما إلى الانفصال، بعد 6 أشهر فقط من الزوج.
ليلى مراد
الزيجة الأشهر في حياة فتى الشاشة أنور وجدي، كانت من المطربة ليلى مراد، والتي قدمت معه واحدة من أنجح الثنائيات السينمائية التي ظهرت في الأربعينات عندما تعاونت معه في عدد من الأفلام طيلة الأربعينيات حتى انقطعت علاقتهما بالطلاق في أوائل الخمسينات وأصبحت أغاني تلك الأفلام من أشهر ما قدمت ليلى مراد على مدار تاريخها الفني.
تزوجت الفنانة والمطربة الراحلة ليلى مراد من أنور وجدي عام 1945 واعتبرت هذه الزيجة واحدة من أشهر الزيجات الفنية، وترجع قصة ارتباطهما أثناء قيامهما ببطولة فيلم ليلى بنت الفقراء عام 1945، واستمر زواجهما قرابة 7 سنوات حتى انفصلا فنيًا وواقعيًا في الأعوام الأخيرة لحياة الفنان أنور وجدي.
ليلى فوزي
الزيجة الرابعة والأخيرة في حياة أمير الانتقام كانت من هي الأخرى من إحدى أشهر فنانات جيلها الفنانة الراحلة ليلى فوزي، التي تقابل معها أنور وجدي لأول مرة في فيلم مصنع الزوجات 1941، وبعد ذلك في تحيا الستات 1944، إلا أنهما خلال هذين الفيلمين لم يلتقيا أثناء تصوير وتنفيذ الفيلم لعدم وجود مشاهد عديدة تجمعهما معًا، وكانت لقاءاتهما عابرة لكن في الفيلم الثالث من الجاني 1944 تقابلا كثيرًا، حيث كانت هناك مشاهد عديدة تجمعهما، ووفق ما وصفته الفنانة الراحلة في أكثر من حوار ولقاء سابق لها بدأ أنور يشعر بانجذاب هائل ناحيتها، ولم يكن يستطيع أن يصارحها لأن ليلى كان والدها لا يفارقها أثناء التصوير، ولم ينتظر أنور طويلًا فلجأ إلى حيلة ليلتقي بها، حيث طلب من أحد أصدقائه أن يتصل بوالدها على تليفون الاستديو وعندما خرج والد ليلى اندفع أنور ناحيتها ليخبرها بمشاعره وعندما تأكد أنها غير مرتبطة عاطفيًا ذهب إلى منزلها ليخطبها من والدها، في ذلك الوقت قد ظهرت ليلى فوزي في حوالي 11 فيلما سينمائيا، ولكن رفض والدها طلب أنور وجدي وزوجها لعزيز عثمان الذي يكبرها بحوالي 30 عاما.
ليلى فوزي وعزيز عثمان
وبعد إنفصال ليلى فوزى عن عزيز عثمان وطلاق أنور وجدى وليلى مراد التقيا أنور وجدي وليلي فوزي مرة أخرى عام 1954 لتصوير فيلم خطف مراتي مع صباح وفريد شوقي، ورغم مرض أنور وجدي الذي ظهر في بداية عام 1954 طلب أنور من ليلى أن تسافر معه في رحلة علاجه إلى فرنسا، وهو ما حدث بالفعل وبمجرد وصولهما إلى باريس فاجأها أنور باصطحابها إلى القنصلية المصرية حيث تم زواجهما هناك وكان هذا في 6 سبتمبر 1954، ورحل أنور وجدي بعد أن إشتد عليه المرض بعد حوالي 4 أشهر فقط من الزفاف.
وقالت ليلى فوزي عن زواجها من أنور وجدي: «تم زواجنا في العاصمة الفرنسية باريس، ودعوت فيه موظفي السفارة المصرية هناك، وحضر زواجنا فريد الأطرش وسليمان نجيب، اللذان جاءا من مصر خصيصًا، وعشت مع أنور أربعة أشهر من أجمل أيام عمري».
مرض أنور وجدي
المحطة الفارقة الأخرى في حياة الراحل أنور وجدي، كانت فترة مرضه والذي توفي متأثرًا به فكان مصاب بمرض وراثي في الكلى مات بسببه والده وشقيقاته الثلاث، وهو مرض الكلية متعددة الكيسات، وفي بداية الخمسينيات من عمره عندما بدأ يشعر بأعراض المرض لكنه كان يتناساها لكن مع تعرضه لأزمة صحية نصحه الأطباء بضرورة السفر إلى فرنسا وعرض نفسه على الأطباء ولكن المرض لم يكن له علاج في ذلك الوقت.
دعوة أنور وجدي
ومن المفارقات في حياة أنور وجدي حتى وفاته، أنه في بداية حياته عاش فترات عصيبة من الفقر الشديد، فكان هدفه الشاغل جمع المال، وأن يصبح من الأثرياء حتى ولو كان ذلك على حساب صحته، وهناك رواية شهيرة قيلت عن فتى الشاشة الأول أنه في بداية مشواره الفني، الصدفة قادته أمام أحد المطاعم، ووقف دقائق مغمضًا عينه، وهو يشتم رائحة الدجاج، وعندما فتح عينه وجد نفسه أمام أحد المخرجين، الذي أعطاه بعض الجنيهات تمكنه من شراء الطعام.
ودخل أنور وجدي، إلى الاستديو، وحكى لزملائه الواقعة، ومدى تلذذه بالطعام، وبـ"الفلوس" التي حصل عليها، الأمر الذي دعاه إلى أن يرفع يديه إلى السماء ويقول "يا رب إديني فلوس كتير، وخد مني الصحة"، وهي الدعوة التي تحققت بعد سنوات، في ذروة نجاحه، وثرائه الفاحش، أصيب بمرض لم يجد له علاجًا، ومن أجل ذلك سافر إلى الخارج، إلا أنه رحل بسبب معاناته مع المرض، وفقدانه البصر عام 1955، ليعود لأرض الوطن في صندوق خشبي، تاركًا ثروته التي حصل عليها نزاع بين ورثته لعدم إنجابه أي من الأبناء.
تدهور حالة أنور وجدي الصحية
كان أنور قد حقق في مسيرته السينمائية ثروة ضخمة لكن من سخرية القدر أنه كان ممنوعًا بأوامر الأطباء عن تناول العديد من الأطعمة وكان يصاب بالحزن بسبب هذا المنع فعندما كان فقيرًا لا يجد ما يأكله كان يمكنه أن يأكل أي شيء وعندما أصبح يملك المال لم يعد في إمكانه أن يأكل ما يشتهيه، لم تمض فترة طويلة على عودته للقاهرة فسرعان بعد أشهر قليلة أن عاودته آلام المرض وأصيب بأزمة صحية شديدة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، وساءت صحته للغاية فنصحه الأطباء بالسفر إلى السويد حيث هناك طبيب اخترع جهازًا جديدًا لغسيل الكلى وكان الأول من نوعه وبالفعل سافر أنور إلى هناك، وأجرى الأطباء جراحة دقيقة لأنور وجدي لم تفلح في إنقاذه فقد تدهورت حالته وتأكد الأطباء أن لا أمل في شفائه حتى بمساعدة الكلية الصناعية، وفقد بصره في أواخر أيامه وكذلك عانى من فقدان الذاكرة المؤقت.
وفاة أنور وجدي
وتوفي أنور وجدي وهو لم يكمل 51 عامًا في 14 مايو 1955 في ستوكهولم بالسويد وكانت وفاته صدمة ومفاجئة كبيرة لكل محبيه ولمصر بأكملها وخسارة للفن والفنانين فقد كان في قمة عطائه ومجده الفني والإنساني الكبير.