"الجارديان": إطاحة الجيش بـ"مرسى" رسالة بعدم المساس بالقوات المسلحة
قالت صحيفة "الجارديان"، البريطانية إن الانقلاب الناعم للجيش في مصر محفوف بالمخاطر ويوسع الفجوة الأيديولوجية بين الإسلاميين والعلمانيين.
أضافت أنه بينما يواصل الملايين من المعارضين الاحتفال بالإطاحة بـ"محمد مرسي"، فإنهم بذلك يتجاهلون تداعيات تدخل الجيش في الدولة والمجتمع على المدى الطويل، مشيرة إلى أن الجيش لا يستطيع حل الصراعات الاجتماعية والسياسية الشرسة التي أضرت بمصر في العامين السابقين منذ الإطاحة مبارك.
أضافت الصحيفة البريطانية على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة أن ما حدث في مصر يقود إلى مزيد من الاستقطاب للمصريين، والانقسام بين الصفوف على هوية الدولة ودور الدين والمقدسات في الحياة السياسية، ويقوض احترام التداول السلمي للسلطة والقواعد المؤسسية، وسيصعب الثقة بين المجموعات المتنافسة.
وأكدت أن هذا الانقلاب الناجح يعود بالجيش مرة أخرى إلى مركز الصدارة في السياسة المصرية ويرسخ دورها بوصفها صانعة الملوك والهيمنة.
مشيرة إلى أن إخضاع القادة العسكريين إلى الحكم المدني، كانت واحدة من التحديات الرئيسية التي تواجه مصر ودول عربية أخرى في أعقاب الانتفاضات الشعبية، ولذلك فإن الحكومات في المستقبل في مصر لن تجرؤ على تحدي الجيش ولا محاولة الحد من سلطتها، وهذا يشكل عائقًا خطيرًا لتحقيق الديمقراطية.
وتؤكد المعارضة أن الجيش ليس لديه خيار سوى الرد على الإرادة الشعبية التي تجسدت في نزول ملايين من المواطنين.
وتابعت "الجارديان" أنه ليس هناك من ينكر أن "مرسي" كان أسوأ عدو صم أذنه وغض بصره عن الأخطاء الجسيمة في مصر، ولم يعالج المشلاكت الأساسية التي تعهد بحلها.
كما أنه أتقن فن صناعة الأعداء، مشيرة إلى أن "مرسي" ليس لديه الرؤية أو الفطنة السياسية للتصدي للتحديات الهيكلية المعقدة في مصر.
