رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة تضرب سلاسل التوريد.. وخبراء يحذرون من أزمة غذاء عالمية

ارتفاع أسعار السلع
ارتفاع أسعار السلع عالميا

حذرت تقارير اقتصادية من أزمة طاحنة فى الأسواق العالمية، تبشر بسنوات عجاف وارتفاع جنونى فى الأسعار، على خلفية ما تعانيه سلاسل التوريد والإمدادات من اختناقات أربكت أسواق العالم.

وبحسب تقرير لموقع "الحرة" الأمريكى، أن هذه الاختناقات في سلاسل التوريد قد تعني زيادة في التضخم بسبب ارتفاع أسعار الإنتاج وزيادة الطلب على البضائع، وسط أزمة في الشحن، وهو ما يعني تأثر الدول العربية بهذه الأزمات مجتمعة ومعاناة من ارتفاع الأسعار.

أزمة سلاسل التوريد

وكان قد حذر  اقتصاديون، من أن اضطرابات أزمة سلاسل التوريد قد تدفع باستمرار زيادة أسعار المنتجين، والتي ستدفع بارتفاعات هائلة في أسعار المستهلكين.

وفى هذا السياق كان الاقتصادي المصري البارز، محمد العريان، الذي شغل منصب الرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية، قد حذر من مشكلات قد تستمر لمدة عامين أو حتى أكثر، وهو ما يعني رياح "تضخمية" مصحوبة بـ"ركود اقتصادي" غير مألوف.

من جانبه قال المحلل الاقتصادي، وائل نحاس، إن العالم قبل جائحة كورونا كان يعاني مما يعرف بـ"الركود التضخمي"، حيث لم تكن الأسواق في أحسن حالاتها، فكانت تعاني من الركود الذي يرافقه تضخما في أسعار السلع.

ولكن الأزمة الحاصلة حاليا، تكشف عن نوع جديد التضخم، حيث بدأت سلاسل الإنتاج تواجه مشاكل كبيرة خاصة فيما يتعلق بإنتاج السلع ذات التكنولوجيا المتقدمة، وهي تترافق مع أزمة وارتفاع في أسعار الشحن، وهو ما سيعني زيادة في أسعار السلع خاصة الجديدة منها.

الأسواق العربية

وأوضح وائل نحاس أن الدول العربية ستتأثر بشكل كبير ولكن من ناحية ارتفاع الأسعار، خاصة وأن غالبية اقتصادات الدول العربية هي استهلاكية، ولهذا ستكون أسعار المنتجات الجديدة فيها مرتفعة عما كانت عليه.

وأضاف أن على الدول العربية وضع خطط واضحة لمواجهة أزمة الإمدادات خاصة للسلع الهامة ذات البعد الاستراتيجي، مؤكدا أن موجات التضخم في المنطقة العربية ستكون بزيادات كبيرة في الأسعار، وهي ما ستشكل ضغطا على الدول التي تعاني بالأصل من انكماش اقتصادي وبطالة مرتفعة.

زيادة الأسعار 

المحلل المالي في مجموعة "سي أف أي"، مهند عريقات، يري إن "اضطرابات الإمدادات تسبب في زيادة الأسعار وإطالة أوقات التسليم وتؤثر على الانتعاش الاقتصادي".

وأضاف أن "النقص في المنتجات الاستهلاكية وزيادة تكلفة شحن البضائع تعتبر أخبار مقلقة لتجار التجزئة والمتسوقين أيضا".

ويتخوف من أن عددا من الدول العربي تقع ضمن ظروف جوية قاسية، مثل دول الخليج العربي، وتعاني من نقص المياه العذبة وإنتاج زراعي محدود، فقد تعاني هذه الدول من أجل توفير سلعا أساسية وهامة.

ويرى أن غالبية الدول العربية لم تتحضر من أجل التعامل مع أزمة سلاسل التوريد، ولا تزال غير مدركة لآثار هذا الأمر على الاقتصادات المختلفة.

ويؤكد عريقات أن هذه الأزمة فرصة من أجل تعزيز "الاستثمار في قدرات التصنيع المحلية وتقليل اعتمادها على الدول الأخرى للحصول على مدخلات إنتاج".

كما أن على الدول "تنويع مصادر التوريد"، و"الاستثمار في القدرة الإنتاجية في الخارج"، إضافة إلى " زيادة سعة المخزونات الاستراتيجية من المواد الغذائية".

رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، سلطان أحمد بن سليم، كان قد حذر مؤخرا من أن أزمة اختناقات سلاسل التوريد قد تستمر حتى 2023.

جائحة كورونا

وأضاف في حديث لتلفزيون "بلومبيرج"، على هامش معرض إكسبو "إن التجارة العالمية تعرضت لأزمة منذ بداية جائحة كورونا، وربما ستنحسر حدتها في 2023".

كما رئيس مجلس إدارة موانئ دبي العالمية، من "الارتفاعات الصاروخية" في أسعار حاويات الشحن، والتي أرجعها إلى وجود نقص في أعدادها والتأخير في عمليات الشحن.

وأفاد تحليل نشره موقع "برايس أويل" نقلا عن موقع "زيرو إيدج" المتخصص بالشؤون الاقتصادية، أنه رغم طول أمد الأزمة المتوقعة في سلاسل التوريد إلا أن محافظي البنوك المركزية يرون أن مشكلة "التضخم" ستكون مؤقتة، رغم أنهم لم يقدموا مواعيد واضحة، أو جداول زمنية تظهر متى ستنتهي هذه المشكلة بشكل حقيقي.

 

الجريدة الرسمية