سر إصرار الإخوان على تشويه معارضيها من التيارات المدنية
لا تتعامل الإخوان مع الأفكار المنافسة على أنها حقيقة وواقع يجب احترامه والتعامل معه في بيئة صحية تحتوي الجماعة، بل تسارع طول الوقت لإفراغ الأفكار الأخرى من مضمونها وشيطنتها، واللعب على سلاح الدين، باعتباره من يختلف معها على الجانب الآخر من الدين والعكس.
ولاتعرف الإخوان كيف تتعامل مع المعارضين، وترفض أن تكون جزء من اللعبة السياسية على نفس الأرض، بل تصر دائما أن تكون في جانب واحد فقط، هو جانب الشرع والدين والحق وتجرد الآخر من كل هذه الصفات، وتزرع في عقول العوام أنه كل المدنيين خطر على الدين والتصويت لهم أو دعمهم بأي شكل حرام شرعا.
عداء صريح
يقول الشيخ محمد دحروج، الداعية الإسلامي والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الإخوان لهم موقف معادى من الأفكار المنافسة لهم منذ قديم الأزل، موضحًا أنهم يتحينون الفرص فى كل زمان ومكان لشيطنة أي فكرة تدعو للقومية وتصفها بالعنصرية والردة والعصبية الجاهلية لدغدغة وإلهاب مشاعر المسلمين.
وأضاف دحروج: هناك عداء واضح وصريح أسس له حسن البنا ونظر له سيد قطب وغيره من مفكرى الجماعة ومفتييها وشعرائها وكتابها على مدار عقود طويلة، وينسبون ذلك إلى ما قبل الإسلام فيما يعرف بالجاهلية.
وتابع: الغطاء الديني الذي يستخدمه الإخوان كعادتهم فى التعامل فى كل قضاياهم السابقة والمعاصرة استخدم أيضا فى مجابهة القومية وشعبيتها الجارفة كتيار ولد قبل التقاط الإخوان لطرف خيط ما يسمى بالدولة الإسلامية أو دولة الخلافة وهى الطريق الموصلة لأستاذية العالم المزعومة.
وأضاف: علاقة الإخوان بأي فكرة آخرى منافسة، هي علاقة ندية وحرب بقاء يضفون عليها من حين لآخر بعضا من التقديس عبر لي أعناق الآيات والأحاديث النبوية وفتاوى التكفير والردة التي يرمون بها منتسبى ودعاة القومية من أمثال ناصر والقذافى وغيرهم كقادة وأيضا ككتاب ومفكرين.
عقلية الجمود
وأوضح دحروج أن عقلية بهذا الجمود والتدليس تمثل لا شك خطرًا كبيرًا على التراث العربى بكافة أشكاله، وقد اتضح هذا جليًّا إبان ما عُرف بثورات الربيع العربى فى المنطقة العربية، والتي استخدمتها الإخوان ومن خلفها أذرعها في التيارات الدينية لرمي الحميع بسهام العداء للإسلام.
وقال: بداية من الجيوش العربية وأنظمة الحكم على اختلاف أنواعها، مؤكدا أن هدف الإخوان النهائي إثبات أنها الأحق والوريث الشرعى لدولة الخلافة العثمانية، وبالتالي لا مجال لما يسمى بالقومية أو الوحدة العربية، على حد قوله.
وأضاف دحروج: تهاجم الإخوان كل ما له علاقة بالقومية، وتعتبره معنى ذميم بحسب ما أورده موقع ويكيبيدا الإخوان، وتزعم أن الاعتزاز بالعربية سيؤدي إلى الانتقاص من قدر الأجناس الأخرى، وتعبر ذلك عدوان عليها وتضحية بها في سبيل عزة أمة وبقائها كما تدعي كل أمة تنادي بأنها فوق الجميع.
القومية العربية
وأشار إلى أن الإخوان تزعم أن المناداة بالقومية العربية ليس من الإنسانية في شيء، وترى أنه يقود المجتمع إلى تناحر الجنس البشري في سبيل وَهْمٍ من الأوهام، ولهذا يؤكدون بشكل أنهم لا يؤمنون بالقومية ولا بأشباهها، وتجاوزا ذلك وأكدوا أنهم لا يؤمنون بالحضارة الفرعونية ولا الفينيقية ولا السومرية أو غيرها من الحضارات التاريخية التي تتأسس عليها الهويات القومية لبلدان المنطقة.
واختتم دحروج: الغريب أن مشروع الإخوان نفسه تمييزي، ويضع الإسلام فوق كل شيء ـ بفهم الجماعة ـ بالطبع، مما يعني التعريض بالمواطنة والمكون الآخر للوطنية المصرية، المسيحيين المصريين، واتضح ذلك خلال حكم التنظيم والتنفير والتخويف الذي مارسته بحقهم لإجبارهم على الخضوع لخيارات الجماعة وأهدافها.