هذه صفاتهم.. من هم أولياء الله؟
في الحديث القدسي يقول الله تعالى: (من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب الى عبدى بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإذا سألني لأعطيته وإن استعاذني لأعيذنه)، فما معنى هذا الحديث ومن هم أولياء الله الذين تحدث عنهم الحديث
يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى ويقول: يقول الله تعالى في سورة يونس (ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) جاءت هذه الاية بعد كلام الحق سبحانه عن نفسه بأنه عالم الغيب وانه لا يخفى عليه شيئا فقال: ( وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن وما تعملون من عما الا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر الا في كتاب مبين ).
فالحق سبحانه يخبرنا ان كل شيء صغر واختفى فهو معلوم محسوب، فكل أمورك يامحمد وأمور الخلق والمخلوقات كلها معلومة لله تعالى، ومكتوبة في كتاب مبين واضح، لكنه يسجل لنا الواقع تلك الاعمال والنيات.
فيوضات من الله
لكن الحق يريد ان يعلمنا انه قد يفيض على بعض خلقه فيوضات الامداد على قدر رياضات المرتضين، فهب ان الله من عليك بنفحة، فإياك ان تقول انها من عندك، بل هي من عند عالم الغيب سبحانه الذى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء..وعلى ذلك فلا يقال ان فلانا قد علم غيبا لأنه ولى الله..بل نقل ان فلان هو معلم غيب.
ومثال ذلك الرجل الذى سرق منه شيء هو لايعرف اين مكان الشئ لكن اللص يعرف ومن اخفى المسروقات يعرف، وأيضا اسرار الكون مثل الجاذبية الأرضية كانت غيبا موقوتا ثم شاء الحق فحدد لكل أمر منها ميعاد كشف فصارت أمورا مشهودة.
مفاتيح الغيب
واغلب اسرار الكون تم اكتشافها صدفة لتعلم ان عطاء الله بميلادها دون مقدمات من الخلق فيقول الله تعالى في سورة الانعام (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو يعلم مافى البروالبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين ).
اى ان الله لم يعط مفتاح الغيب لأحد بل هو عند الله وحده،أما الغيب الذى يكشفه الله لهم فيقول سبحانه ( يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء ) وهذا هو غيب الابتكارات ، فكل اكتشاف للبشر كان بإذن من الله وبمشيئته سبحانه وتعالى.
الاسوة الحسنة
وقد اعطى الله سبحانه رسوله بعضا من الهبات، فالرسول اسوة وقدوة لغيره وهذه الهبة ليست وظيفة وانما من عطاءات الله، والحق عندما يظهر غيبه لأحد رسله الذين يختارهم ليعلموا بعضا من غيبه فإنه يحميه وويحفظه بالملائكة لتحول بينه وبين وساوس الشيطان.
والولى هو القريب الناصر المعين الموالى، ومن يحتاج الى الولاية فيلجأ الى الله وهو سبحانه يفيض على الاوفياء لمنهجه من الولاية، لكن الولاية المطلقة لله تعالى.
طاعة الله اولا
ومن الناس من يصل بطاعة الله الى كرامة الله، وهنا يكون الانسان في معية الله، فإذا أفاض الله سبحانه على بعض خلقه هبات من الكرامات فعلى هؤلاء العباد ان يحسنوا الادب مع الله ولا يتبجح واحد منهم مفاخرا حتى لا تضيع الكرامات.
شروط الولاية
ويضع الحق شروطا للولاية لقوله (والذين آمنوا وكانوا يتقون )، ( والذين يؤمنون بالغيب ومما رزقناهم ينفقون )، وفي الصلوات الخمس إعلان الولاء لله، الإيمان بالله والقيام بالأركان الخمسة للاسلام، كما قال تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك )، وقال ( ادعوا الله تضرعا وخفية ان الله لا يحب المعتدين ).