إدانة إسرائيل وجنوب أفريقيا
تاريخ التضامن الأفروآسيوي (13)
بتاريخ 24/ 6 / 1971 صدر بيان عن إجتماع الدورة العاشرة للجنة التنفيذية لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية في دمشق. وقد شجب البيان العدوان الإسرائيلي على البلاد العربية في يونيه 1967، وطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من جميع الأراضي العربية التي إحتلتها إسرائيل في ذلك العدوان، ودان مبدأ ضم الأراضي بالقوة.
كما شجب البيان كلا من إسرائيل وجنوبي أفريقيا وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 1649 الذي صدر في 30/ 11/ 1970 وشجب تلك الدولتين اللتين تنكرتا لحق تقرير المصير بالنسبة إلى الشعوب، وخصوصًا الشعب العربي الفلسطيني وشعب جنوبي إفريقيا. واعترف البيان بشرعية المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل، وشجب كلا من حكومتي الولايات المتحدة وألمانيا الاتحادية لمساندتهما ودعمهما إسرائيل بالمال والسلاح..
مما مكنها من التوسع على حساب الشعب العربي. وطالب البيان كلا من مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بتنفيذ قراراتهما بشأن إيفاد ممثل للأمين العام للأمم المتحدة ولجنة دولية لتحقيق في معاملة إسرائيل لسكان الأراضي العربية المحتلة، واستقصاء أحوال السجناء العرب في سجون إسرائيل.. وقد حذر البيان شعوب آسيا وافريقيا والحركات التحررية فيها، وخصوصًا حركات العمال ومنظماتهم، من التغلغل الأمريكي والاستعمار الجديد بواسطة إسرائيل تحت ستار الإغراء بالمساعدات.
شجب العدوان الإسرائيلي
وعقد في القاهرة بين 10 و13 يناير من عام 1972 المؤتمر الخامس لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، ومثلت الوفود العاملة والمراقبة التي حضرت المؤتمر القوى المناهضة للامبريالية، وفيها وفد اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد تضمنت قرارات اللجان المختصة، وخاصة لجنة الشرق الأوسط ولجنة الاستعمار الجديد واللجنة الاقتصادية، وكذلك في البيان الختامي، قسطًا كبيرًا من شجب العدوان الإسرائيلي وإدانة التعاون الإمبريالي الصهيوني ومن تأييد قضية التحرر والكفاح المسلح وحق تقرير المصير.
ولكن الوفد الفلسطيني لم يستطع أن يستبعد من القرار 2 للجنة الشرق الأوسط حول العدوان الإسرائيلي على الشعوب العربية الفقرة التي أشارت إلى قرار مجلس الأمن 242 على الشكل التالي: “وإن منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية تؤيد جهود الدول العربية الرامية إلى إيجاد تسوية لأزمة الشرق الأوسط على أساس تنفيذ قرار مجلس الأمن الصادر في 22 تشرين الثاني 1967 بكافة بنوده. كما ترحب المنظمة بالمقترحات البناءة التي تقدمت بها جمهورية مصر العربية وعدد من الدول العربية الأخرى بهدف البحث عن وسائل سياسية لحل الصراع، وهي المقترحات التي أيدتها غالبية دول العالم والمجتمع الدولي”.
وشارك وفد الثورة الفلسطينية في مؤتمر تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية الذي انعقد في عدن بتاريخ 24/ 2/ 1973، وأكد خلاله تلاحم الثورة مع قوى التحرر العربية والعالمية، ونادى بسقوط المحاولات الاستسلامية لفرض التسويات في المنطقة، وطالب بمواصلة حرب التحرير الشعبية لتحقيق أهداف الثورة الفلسطينية.
وفي 19/ 9/ 1975 إنعقد في موسكو المجلس الثاني عشر لمنظمة التضامن الإفريقي الآسيوي، وأصدر قرارًا خاصًا بفلسطين أكد فيه ضرورة مواصلة النضال بلا هوادة من أجل تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة، وتحقيق الحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطني كما أقرتها مبادىء ومواثيق الأمم المتحدة، بما فيها حقه في العودة إلى وطنه وتقرير مصيره بحرية على أرضه وإقامة دولته الوطنية المستقلة، باعتبار ذلك شرطًا أساسيًا لتحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.
دعم الشعب الفلسطيني
ودعا المجلس إلى زيادة دعم كفاح الشعب العربي الفلسطيني المسلح والسياسي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بكل وسائل الدعم السياسية والمادية والعملية في كل المجالات. وأعلن أنه يدين كل محاولة للتراجع في هذا المجال، ويشجب الاجتماع محاولات ضرب الثورة الفلسطينية، وخاصة التآمر الإجرامي الذي تتعرض له من قبل القوى الرجعية في لبنان.
وأعلن أنه يشجب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب اللبناني والشعب العربي الفلسطيني داخل الأراضي اللبنانية وفي الأراضي المحتلة، كما يدين الاضطهاد والعنصرية وتهويد الأراضي العربية التي تمارسها سلطات العدوان الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، ويدعو كافة القوى الديمقراطية في العالم إلى التضامن مع آلاف المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والعمل من أجل الإفراج الفوري عنهم.
وأعلن المجلس تضامنه مع النضال المتفاني لشعب فلسطين العربي وطليعته النضالية منظمة التحرير الفلسطينية المعترف بها دوليًا على نطاق واسع، باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعب فلسطين، الأمر الذي تم تسجيله في قرارات مؤتمر القمة العربي في الرباط، وقرار الدورة التاسعة والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 3237 لعام 1974، وقرارات رؤساء دول منظمة الوحدة الإفريقية، واجتماع ليما لوزراء خارجية البلدان غير المنحازة، وقرار المؤتمر الثاني والستين للاتحاد البرلماني الدولي.