رئيس التحرير
عصام كامل

كفاح الشعب الفلسطيني

تاريخ التضامن الأفروآسيوي ( 11 )

إذا كانت المواقف الجماعية للعالم الإفريقي الآسيوي تجاه قضية فلسطين قد برزت عام 1964 خلال المؤتمر الثاني لدول عدم الانحياز الذي عقد في القاهرة من 5- 10/ 11/ 1964، فإن هذه المواقف قد برزت عام 1965 من خلال المؤتمرات غير الرسمية التي عقدت في أماكن مختلفة من القارتين، وفي أكثر من مجال، فقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر الإسلامي العالمي السادس الذي عقد في مقديشو عاصمة الصومال في 2/ 1/ 1965 شجب للصهيونية العالمية وإسرائيل وما قامت به بمساعدة الدول الاستعمارية الكبرى من سلخ أعز بقعة مقدسة من العالم الإسلامي. كما تضمن مطالبة العالم الإسلامي بالوقوف صفًا واحدًا لاستعادة فلسطين.

 

كما تضمن البيان الذي صدر بمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر الإقتصادي الآسيوي في مدينة الجزائر في 27/ 2/ 1965 تأييد المؤتمر الذي لا يتزعزع للشعب الفلسطيني في كفاحه العادل ضد إسرائيل أداة الإستعمار، ومن أجل عودة اللاجئين العرب إلى وطنهم.

 

 

وقرر المؤتمر الآسيوي الإفريقي الإسلامي الذي عقد في جاكرتا بإندونيسيا من 4 إلى 10/ 3/  1965 بحضور ممثلين من المنظمات الإسلامية في 35 دولة أن على جميع الأقطار الإسلامية والمسلمين في كل مكان تقديم العون المعنوي لمنظمة التحرير الفلسطينية، وإعتبار يوم 15 "أيار" مايو من كل عام احتجاج ضد إنشاء إسرائيل بواسطة الإستعمار.

 

خطة الاستعمار

 

وفي 26/ 3/ 1965 أصدرت الأمانة العامة لمؤتمر الصحفيين الإفريقيين والآسيويين في جاكرتا بيانًا بمناسبة الكشف عن صفقة السلاح الألمانية الغربية لإسرائيل، أعلنت فيه أن هذه الأسلحة ليست في حقيقتها غير عدوان أمريكي وألماني سافر على البلاد العربية لأنها تدعم الإحتلال الإسرائيلي وتقويه ضد العرب أصحاب الحق المشروع في فلسطين. ودعت الأمانة في بيانها كافة الصحفيين الشرفاء في العالم لمؤازرة الشعب العربي ضد المؤامرات الأمريكية والألمانية والإسرائيلية، ومشاركته في فضح خطة الإستعمار الرامية إلى إثارة الشغب وروح الحرب في الشرق الأوسط وفي الوطن الكبير بشكل خاص.

 

ووجه المؤتمر الدولي للمعلمين المنعقد في مدينة الجزائر في بيانه الصادر في ختام اجتماعاته في 16/ 4/ 1965 نداء إلى منظمات التعليم في سائر أنحاء العالم لتنظيم حملة تضامن لدعم الكفاح ضد الصهيونية المناصرة للإمبريالية والمعادية لتقدم الإنسانية. وطالب بالإجماع بإعادة اللاجئين العرب الفلسطينيين إلى وطنهم وتعويضهم عن الخسائر التي تكبدوها.

 

وجاء في بيان أصدرته أمانة منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية في 24/ 4/ 1965 بمناسبة تصريحات الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة: إن قضية فلسطين ليست قضية لاجئين، بل هي قضية اغتصاب وطن بجريمة صهيونية استعمارية، وإن من حق الشعب العربي الفلسطيني أن يكافح من أجل استعادة وطنه كاملًا.

 

قضية فلسطين

 

واتخذ مؤتمر مجمع البحوث الإسلامية الثاني المنعقد في القاهرة خلال شهر أيار (مايو) 1965 بحضور ممثلي 35 دولة من دول آسيا وإفريقيا وأوروبا قرارًا في 16/ 5 / 1965 أعلن فيه “باسم المسلمين جميعًا، إستنكاره الشديد لموقف حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية من قضية فلسطين واعترافها بحكومة إسرائيل”. ودعا الدول الإسلامية إلى أن تقف من قضية فلسطين “الموقف الذي يحتمه الدين عليها، وأن تؤيد الدول العربية في قرارها بقطع العلاقات مع ألمانيا الاتحادية”.

 

وتضمنت قرارات المؤتمر الرابع لتضامن الشعوب الإفريقية –الآسيوية المنعقد في "ونيبا" في غانا تأكيد المؤتمر لجميع القرارات السابقة التي أصدرتها مؤتمرات تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية بتأييد حقوق الشعب الفلسطيني في تحرير وطنه، وباعتبار إسرائيل قاعدة عدوانية للاستعمار القديم والجديد تهدم تقدم وأمن وسلامة الشرق الأوسط والسلام العالمي. 

كما أدان المؤتمر الذي حضرته وفود من 70 دولة قيام إسرائيل في الجزء المحتل من فلسطين العربية، وأعلن تأييده لمنظمة التحرير الفلسطينية في كفاحها العادل لتحرير فلسطين. وبعد أن أعلن المؤتمر إستنكاره ومقاومته للهجرة اليهودية الجماعية إلى إسرائيل ناشد الهيئات الوطنية في القارتين مكافحة التسلل الصهيوني إليها، والضغط على حكومتها لالغاء الاتفاقيات المعقودة بينها وبين إسرائيل، ومقاطعة إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا، والعمل على طردها من الأمم المتحدة. كما أعلن أن قضية فلسطين لا تحل إلا ضمن المخطط العام لتصفية الاستعمار.

 

الجريدة الرسمية