زيارة الملك فاروق لـ ملوي وسر خلافه مع طه حسين
من منا لا يعلم قيمة وقامة تونا الجبل الأثرية والسياحية الكبرى، تلك القرية التي عرفت إعلاميا «قرية تزرع الآثار» لزخامة الاكتشافات الأثرية بها.. ونعلم علم اليقين مدى ارتباط تلك القرية بعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حتى أنه اتخذ منزلًا هناك كاستراحة شخصية له، لحبه لذاك المكان، التابع لمركز ومدينة ملوي، جنوب غرب محافظة المنيا .
استراحة عميد الأدب العربي
فكان العميد يبحث دومًا عن مكان يستلهم فيه قصصة ويكون بعيدًا عن ضجيج المدن فاتخذ استراحة صغيرة المساحة لا تتعدى 50 مترا، بناها عالم الآثار الكبير سامي جبرة ابن جامعة القاهرة، مكتشف آثار تونا الجبل والذي تربطه علاقة نسب بعميد الأدب العربي.
في نهاية الثلاثينيات قرر الملك فاروق زيارة تونا الجبل، ولكن لم يكن العميد طه حسين في استقباله على الرغم من أهمية الزيارة وقيمة الملك.
طه حسين يرفض استقبل الملك في تونا الجبل
خلافات سياسية وفكرية كانت سبب لعدم مشاركة عميد الأدب العربي ففي جميع الصور التذكارية لم يظهر الدكتور طه حسين بها.. ليكن هنا السؤال: لما لم يستقبل الدكتور طه حسين الملك فاروق حين تواجده في المنيا ثم إلى ملوي حتى وصل إلى تونا الجبل؟!
سبب استبعاد «طه»
فى سنة 1932 صدر قرار من وزير المعارف أحمد لطفي السيد بنقل الدكتور طه حسين من الجامعة إلى كبير مفتشي اللغة العربية، فأثار هذا القرار استياء طلبة كلية الآداب، فأضربوا عن دروسهم وشاركهم في ذلك طلبة الكليات الأخرى.. وحسبما نشرت «الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق» كان سبب استبعاد «طه» هو ما أثاره كتاب «في الشعر الجاهلي» من أزمة تمت استغلالها سياسيًا.. وكانت هناك أسباب أخرى إضافة على ما سبق، منها رفض طه حسين منح الدكتوراه الفخرية لبعض الأشخاص الذين حصلوا عليها، ومطالبته بإعطائها لآخرين.
«قصة ملك وأربع وزارات»
إذا حاولت التفحص في القراءة جيدا، خاصة في ما كان يدونه الكاتب موسى صبري، ستجد إن ذاك الكاتب كان من ضمن كتاباته «قصة ملك وأربع وزارات»، وحين قرر موسى صبري الإحتفال بكتابه كان من ضمن المتواجدين في ذاك الحفل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، وانتهز موسى صبري تواجد الدكتور طه حسين بمفرده ووصل له وقرر أن يسأله عن رأيه في كتابه.
الملك لـ العميد: مش عاوز مقالاتك الهدامة
بالفعل سأل «موسى» الدكتور طه حسين عن رأيه في كتاب قصة ملك وأربع وزارات، فكانت إجابته: ايه سر قبول الملك فاروق لإسناد رئاسة الوزراء إلى نجيب الهلالي، رغم كرهه الشديد له، وكان يقول إنه يذيع عنه وقاحات، فأوضح موسى صبري أن الملك كان مضطرا لإسناد وزارات إلى أشخاص لا يحبهم مثل علي ماهر أيضا.. ليكشف له طه حسين أن الملك فاروق يكرهني أنا كذلك أيضا، وعندما قابله مع أعضاء الوزارة قبل حلف اليمين في يناير 1950، وجه له تهديدا علنيا حيث قال له: "وأنت يا دكتور طه.. أنا مش عاوز بعد كده مقالات من مقالاتك الهدامة.. أنا قبلت اشتراكك في الوزارة كامتحان لك".