اليوم العالمي للمسنين
رد الجميل للخبرة والعطاء في ضوء تجربتي مصر والصين (1)
يُعد اليوم العالمي لكبار السن، مناسبة سنوية عالمية يتم الاحتفال بها في الأول من أكتوبر من كل عام، وهو أحد أعياد الأمم المتحدة، والذي صوّتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14 ديسمبر 1990 ويرمي الاحتفال باليوم العالمي للمسنين إلى رفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، كالهرم وإساءة معاملة كبار السن. وهو يعد يوما للاحتفال بما أنجزه كبار السن للمجتمع.
وديننا الحنيف أول من أوصى بضرورة رعاية كبار السن وكان ذلك قبل توصيات الأمم المتحدة، حيث أوصانا الإسلام بضرورة حُسن معاملة كبار السن والمسنين، كما أنه أوصانا بالوالدين إحسانًا ودلّلت على ذلك آيات القران الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، قال تعالى ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا )ُ﴾ [الإسراء: 23]، وعن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أنس: وقّر الكبير وارحم الصغير ترافقني في الجنة).
أهداف الاحتفال باليوم العالمي للمسنين
جاء احتفال الأمم المتحدة هذا العام تحت عنوان "حقوق الملكية الرقمية لجميع الأعمار" ويؤكد موضوع 2021 على ضرورة وأهمية تمكين المسنين من الوصول إلى العالم الرقمي والمشاركة الهادفة فيه. وقد حددت الأمم المتحدة أهداف الاحتفال بمناسبة هذا العام في الآتي:
- التوعية بأهمية الإدماج الرقمي للمسنين، ومعالجة الصور النمطية والتحيز والتمييز المرتبط بالرقمنة مع مراعاة المعايير الاجتماعية والثقافية والحق في الاستقلال الذاتي.
- تسليط الضوء على سياسات الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل كامل.
- معالجة المصالح العامة والخاصة، في مجالات الوفرة والاتصال، التصميم، القدرة على تحمل التكاليف.. لضمان خصوصية وسلامة المسنين في العالم الرقمي.
- تسليط الضوء على الحاجة إلى صك ملزم قانونًا بشأن حقوق المسنين ونهج حقوق الإنسان متعدد الجوانب محوره "الإنسان من أجل مجتمع لجميع الأعمار".
لاشك أن الأهداف السابقة تؤكد أهمية إيجاد الحلول الحكومية والمجتمعية للوصول إلى الدمج المجتمعي الرقمي لكبار السن، فمثلًا يجب أن تقدّم المنظمات غير الحكومية والنوادي ومراكز الشباب فرصًا للتعلم غير الرسمي لكبار السن، والعمل على توفير الفرص لتعلم الانترنت وتطوير المهارات الأساسية الرقمية للفئات السكانية شبه المحرومة في القرى والنجوع والأحياء الشعبية، مع ضرورة مراعاة التكلفة، السن، الإعاقة، المعايير، التوقعات الاجتماعية، القدرة البدنية، الوعي، الجغرافيا، مستوى التعليم أو اللغة.
فعندما تعطي الدولة وبالتعاون مع المنظمات غير الحكومية الأولوية للشمول الرقمي وتحدد الفئات السكانية المستهدفة وتتخذ الإجراءات اللازمة لضمان تكافؤ الفرص بحق لتطوير المهارات الرقمية، فذلك سيسهم بشكل كبير في سد الفجوات الاجتماعية والاقتصادية وبناء مجتمعات أكثر شمولًا.
وهنا يبرز دور المتطوعين من المواطنين، سواء كانوا موظفين أو طلابا في فترات الإجازة أو ضمن تكليفات رسمية والعمل على نشر المهارات الرقمية الأساسية التي اكتسبها الآخرون في المدرسة أو في مكان العمل.
أهم المؤشرات عن المسنين في مصر
أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في نهاية سبتمبر 2021 بيانًا صحفيًا بمناسبة اليوم العالمي للمسنين، وكانت أهم المؤشرات المتعلقة بالمسنين (60 سنة فأكثر) وفقًا لتقديرات السكان في 1/1/2021 ما يلي:
- بلغ عدد المسنين 6.8 مليون مسن ( أي قرابة 7 ملايين مسن- عدد الذكور منهم 3.6 مليون - عدد الإناث 3.2 مليون )
- ارتفع توقع البقاء على قيد الحياة من 73.9 سنة عام 2019 إلى 74.3 سنة عام 2021.
- بلغ عدد المسنيـن المشتغـلين ملـيـون مسن بنسبة 14.3٪ من إجمالي المسنين منهم من يعمل في مجال الزراعة وصيد الأسماك، ومنهم من يعمل في نشاط تجارة الجملة والتجزئة، ونسبة قليلة تعمل في الأنشطة العلمية والتقنية، وأنشطة الخدمة المنزلية).
في حقيقة الأمر فإننا على أبواب مشكلة كبيرة في مصر، نظرًا لوجود ما يقرب من 7 ملايين مسن، مما يتطلب تعاون كافة أجهزة الدولة، خاصة في ظل ما تشهده مصر من تطور مذهل وسريع، فمثلًا لابد من توفير ساحات في المناطق الجديدة والمتطورة ليجلسوا فيها يتبادلون أطراف الحديث ويمارسون الأنشطة التي تتوافق أيضًا مع تعاليم الدين والعادات والتقاليد المصرية، وضرورة العمل على إدماج المتطوعين للعمل في خدمة كبار السن وتعليمهم كيف يستخدمون الوسائل التكنولوجية والرقمية الحديثة، حتى يستطيعوا مواكبة العصر ويندمجوا في المجتمع بشكل جيد، ولا يمكن أن ننسى توفير الرعاية الصحية بأسعار زهيدة..
نكمل في المقال القادم