ابن الشهيد محمود الجيزي: والدي أجبر القوات الخاصة للعدو على أداء التحية العسكرية | حوار
أصيب فى عملية "لسان التمساح" وزاره الرئيس عبد الناصر بالمستشفى
حصل على مجموعة أنواط قبل عام 1973 وظل 4 سنوات فى عداد المفقودين
شارك مع البطل ابراهيم الرفاعى فى تنفيذ عمليات انتحارية ونوعية خلف خطوط العدو
نصر أكتوبر هو كنز الذكريات، مازال يتم كشفها بعد سنوات من حرب أكتوبر ولازالت هناك حكايات من ذهب لم ترو حتى الآن. وبمناسبة الذكرى ٤٨ على احتفالات أكتوبر المجيدة أجرت "فيتو" حوارا مع محمد محمود على الجيزى نجل الشهيد محمود على الجيزى الذي دفع أحد الضباط الإسرائيليين وجنوده لأداء التحيه العسكرية لجثمانه بعد استشهاده في شرف مواجهتهم، فهو أحد أبطال حرب أكتوبر العظماء، والى التفاصيل:
*بداية.. حدثنا عن تفاصيل التحاق والدك بالقوات المسلحة وانضمامه إلى البحرية المصرية والمشاركة فى تنفيذ العديد من العمليات والمهام الصعب تنفيذها؟
والدى من مواليد ١٩٣٩ بمركز المطرية محافظة الدقهلية، إنضم فى المرحلة الثانوية أثناء فترة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إلى كتائب المقاومة حيث قامت الدول الثلاث المعتدية فرنسا وبريطانيا وإسرائيل بمحاصرة مدينة بورسعيد، وكان هو وزملائه في مقدمة صفوف المقاومة الشعبية وتنظيم الفدائيين لمواجهة العدوان الثلاثى ومن المعروف أن المقاومة الشعبية أنشئت بالأساس لمواجهة الوجود العسكرى البريطانى الموجود فى مدن القناة بورسعيد والإسماعيلية والسويس قبل العدوان الثلاثي.
*ماذا عن دور شباب المقاومة الشعبية في الدفاع عن الوطن ؟
نتيجة لتأميم قناة السويس حدث العدوان على مصر، فالتأميم كان فى يوليو والعدون فى ديسمبر مما دفع الشباب فى محافظات الشرقية والدقهلية وبورسعيد الى المشاركة فى المقاومة الشعبية والتى كان جزءا منها تحت رعاية القوات المسلحة وبعد 56 وفك الحصار والانتصار بدأت القوات المدنية فى التطوع بالأسلحة المختلفة وتم قبول والدى فى القوات البحرية كعريف متطوع وكان يتلقى عدد من التدريبات الخاصة والمحددة.
*ما تفاصيل اشتراك والدك في حرب اليمن؟
شارك والدى فى حرب اليمن عام 1962 منذ بدايتها وانقطعت اخباره وظن الجميع انه لن يعود مرة اخرى ولكنه كان يتلقى تدريبات خاصة فى أعمال الصاعقة والضفادع البشرية، وعام 1967 كان بالعديد من الدول العربية وحدات لمواجهة إسرائيل منها الجبهة المصرية والجيش العراقى الأردني والجيش السورى اللبنانى وهاجموا على إسرائيل لتحرير فلسطين ولكن المعادلة انقلبت واسرائيل هى اللى فازت وقامت باحتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية وحصلت إسرائيل على مساحات تتجاوز ضعف دولة اسرائيل منذ انشائها".
وبعد هزيمة 67 وتوقف الملاحة فى قناة السويس قام العدو الإسرائيلي ببناء خط بارليف ومعسكرات أكثر له على الجبهة الشرقية للقناة بدأت بمسافة كيلو إلى أكثر من 17 كيلو مما تطلب قيام قوات الصاعقة بتنفيذ عمليات على الشاطئ مثل الزجاج على الجبهة الشرقية حيث كان لايمكن اختراق تلك الجبهة بواسطة المدافع أو قوات المشاة وفى نفس الوقت سلاح الطيران لم يكن لدينا طيران متطور لعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف.
*ماذا عن انضمام الوالد البطل للقوات الخاصة؟
عند عودة القوات من اليمن ظهرت فكرة وجود قوات تنقذ عمليات خاصة من خلال دخول اشخاص وافراد معينين فى عمق سيناء حيث كان مطلوبا اعادة بناء وتمويل وتغيير فى بعض القيادات وذلك خلال فترة حرب الاستنزاف حتى لايكون العدو مستقرا فى أرضنا، ومع ظهور شخصية عسكرية هامة مثل ابراهيم الرفاعى والذى كان لديه توجيهات باختيار مجموعة خاصة لتنفيذ عمليات انتحارية ونوعية خلف خطوط العدو، قام باختيار أفراد وضباط من جميع الواحدات مشهورين بتنفيذ عمليات على أعلى مستوى، وقد نفذت المجموعة 39 قتال اقتحام إيلات حيث تم اقتحام ميناء إيلات أكثر من مرة وتم تفجير جميع الفرقاطات عليها، أما المدمرة إيلات فى البحر المتوسط فقد تم مهاجمتها بواسطة الضفادع البشرية المصرية وساهمت فى غرقها ونفذت المجموعة 39 قتال العديد من المعارك والاشتباكات داخل عمق سيناء بل وعمق إسرائيل نفسها بواسطة قائدها العميد البطل ابراهيم الرفاعى.
*ما تفاصيل إصابة والدك فى عملية "لسان التمساح"؟
بعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض فى الجبهة وهو يزور المجموعة 96 قتال كان الرد عليهم فى الإسماعيلية بعملية "لسان التمساح" سنة 69 و70، وأصيب والدى اصابة بالغة فى تلك العملية وتم معالجته فى المستشفى العسكرى فى القاهرة وزارهم الرئيس عبد الناصر وتم ترقيته من جندى عريف الى ضابط، وحصل والدى على مجموعة من الأنواط كلها قبل عام 1973 نظرا لأنه لم يكن هناك أدلة كافية على استشهاده وظل 4 سنوات فى عداد المفقودين.
*ما هى العمليات الفدائية التى شارك فيها؟
شارك وأشرف على العديد من العمليات المختلفة وكان يستطيع عبور القناة وينفذ العديد من العمليات فى سيناء وإحضار الأسرى دون ان يتم اغتيالهم، والمجموعة 39 قتال اطلق عليها الأشباح لأن أفرادها كانوا يستطيعون عبور القناة والعودة مرة أخرى وأن يحتفظوا بالاسرى وكانت أول مجموعه في الجيش المصري تحصل على أسير إسرائيلى حي وتعود به للبلاد فى واقعة نادرة الحدوث فى التاريخ النضالى والساتر الترابى خط بارليف كان لابد ان هدمه مما أبرز دور القوات الخاصة الضفادع البشرية والذين كان عليهم سد أنابيب النابالم ومد الجسور لعبور الدبابات وحصل الهجوم واستمر أكثر من عشرين يوما خلال الحرب.
وعند حدوث الثغرة كان لواء مدرع إسرائيلي مكلف بالعبور المضاد عند نقطة كاس فريت وكبريت وهى منطقة بها زراعات وغير آهلة بالسكان وكانت فى قلب هذه المنطقة المجموعة 39 قتال واللواء الإسرائيلي الذى اخترق كان يهدف لتنفيذ الثغرة وكان الإسرائيليين لديهم بيان بأسماء وصور المجموعة بالكامل وكان يجب القضاء عليهم بالكامل، ففكرت المجموعة بانهم لابد ان يتحركوا فرادى ووالدى كان فى المجموعة التى اتجهت جنوبا ناحية السويس.
*كيف استشهد والدك البطل؟
واقعة استشهاد والدى يومها لم يكن معه غير سلاحه الخاص بعد تهريب بعض زملائه بالمنطقه بأسلحتهم الخفيفة، حيث كان يقوم يوميا بعمليات هجوم على معسكر العدو الاسرائيلى ويقوم بقتل المناوب ويحصل على سلاحه وبعض الاغذية الخاصة به فى 9 ليال متتالية مما دفع القوات الإسرائيلية إلى الاعتقاد بان هناك مجموعة كاملة تهجم على القوات وحددوا مكان والدى فى مكان جبل عتاقة وتبادلوا إطلاق النيران 10 ساعات متواصلة حتى استشهد بعد ان نفذت ذخيرته وتفاجأ الإسرائيليون بأنه شخص وحيد مما دفعهم إلى تأدية التحية العسكرية له واحتفظوا بالمقتنيات التى تدل على شخصيته ومؤخرا تم تسليمها لمصر بالتنسيق المشترك.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".