علي جمعة يوضح أحكام وضوابط صلاة التهجد وقيام الليل
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن صلاة الليل هي الصلاة من بعد صلاة العشاء حتى الفجر سواء سبق هذه الصلاة نوم أو لم يسبقها نوم، أما التهجد فهو قيام ليل ولكن لابد أن يسبقه نوم، أفضل وقت للقيام هو السدس الرابع والخامس من الليل، الثلث الأوسط هو الأفضل لمن قسم ليله ثلاث أثلاث.
وكتب الدكتور علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "الليل هو الوقت الممتد من غروب الشمس حتى الفجر، وصلاة الليل هي الصلاة من بعد صلاة العشاء حتى الفجر سواء سبق هذه الصلاة نوم أو لم يسبقها نوم، وسواء كثر هذا الوقت أو قل، فلا يشترط أن يكون مستغرقا لأكثر الليل".
صلاة الليل والتهجد
وقال "وجاء في مراقي الفلاح: معنى القيام أن يكون مشتغلا معظم الليل بطاعة، وقيل ساعة منه يقرأ القرآن أو يسمع الحديث أو يسبح أو يصلي على النبي ﷺ".
وأضاف جمعة "أما التهجد فهو قيام ليل ولكن لابد أن يسبقه نوم، ويؤيد ذلك ما روي عن الحجاج بن عمرو صاحب رسول الله ﷺ: «يحسب أحدكم إذا قام الليل يصلي حتى يصبح أنه قد تهجد، إنما التهجد: المرء يصلي بعد رقدة» [رواه الطبراني في الأوسط والكبير].
وتابع "ويختلف الوقت الفاضل في قيام الليل بحسب اختلاف تقسيم الليل، فمن قسم الليل إلى ستة أقسام، فإن أفضل وقت للقيام هو السدس الرابع والخامس، وذلك لقول النبي ﷺ: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما» [رواه البخاري ومسلم].
أفضل وقت للصلاة
واستطرد قائلًا: "ومن قسمه إلى ثلاثة أثلاث فإن الثلث الأوسط هو الأفضل، وقيل الثلث الأخير لحديث النبي ﷺ: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له؟» [رواه البخاري ومسلم].
وقال جمعة "ومن قسم الليل إلى نصفين فالنصف الأخير هو الأفضل، إلا أن هذا الكلام لا ينبغي أن يجعل من يريد البدء بالمحافظة على قيام الليل أن يتحرى الأفضل وهو غير قادر عليه، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل".
وأضاف "فلا ينبغي للمسلم أن يشق على نفسه من العمل بما لا يطيقه، فيبدأ بالمحافظة بركعتين بعد صلاة العشاء بنية قيام الليل حتى يعتادها، ثم يمكن أن يجعل هاتين الركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يبدأ يزيد في عدد الركعات وهكذا حتى يعتاد على الوقت الفاضل، وعدد الركعات الأفضل".
وتابع "وفيه عدد ركعات قيام الليل ذهب الفقهاء إلى أنه يستحب أن يستفتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين، وذلك لقوله ﷺ: «إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين» [رواه مسلم] واختلفوا في أقصى عدد في ركعات قيام الليل، فذهب الحنفية إلى أن منتهى ركعاته ثماني ركعات، وعند المالكية عشر أو إثنا عشرة ركعة".
واختتم قائلًا: "وذهب الشافعية أنه لا حصر لعدد ركعاته، واستدلوا بما روي عن النبي ﷺ: «الصلاة خير موضوع فمن استطاع أن يستكثر فليستكثر» [رواه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك]. وما ذهب الشافعية إليه هو ما نراه لعدم ورود النهي عن الزيادة عن الركعات الواردة، وعلى النقيض ورد الإذن بالزيادة في موضوع الصلاة".