نشره قبل حرب أكتوبر بيوم.. هل مقال حسنين هيكل "الخطر على الشرق الأوسط" كان موجها؟
في مثل هذا اليوم الخامس من أكتوبر 1973 كان قراء الأهرام على موعد مع المقال الأسبوعى “بصراحة “ للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل استمرارا لتحليله للسياسة الخارجية المصرية تحت عنوان ”الخطر على الشرق الأوسط ” قال فيه: استعر أولا عبارة عن زعيم الصين ماو تسى تونج يقول فيها "احملوا السلاح دفاعا عن حدودكم وتأملوا في نفس الوقت أحوال العالم وراء هذه الحدود وافهموا".
وعلى ضوء هذه العبارة حاولت تحليل الموقف وخلصت إلى:
1ـ أن هناك حالى وفاق بين القوتين أمريكا والاتحاد السوفيتى، وهناك تعارض تاريخي بين القوتين بحكم المصالح والمبادئ ن ومجال التعارض رأينا أن هناك مجالين: أولهما أن أوروبا الغربية وهى بؤرة الاهتمام الدولى في سياسة الاتحاد السوفيتي.
والثانية أن الشرق الأوسط هي بؤرة الاهتمام الأولى في سياسة الولايات المتحدة في الظروف الراهنة.
وليس معنى هذا أن اهتمام الاتحاد السوفيتى بالشرق الأوسط قليل، وإنما اهتمامها بأوروبا الغربية أكبر وهذا راجع إلى أن الاتحاد السوفيتى حساسا بالنسبة لاعتبارات أمنية والمداخل القاتلة اليه عن طريق أوروبا الغربية والوسطى وليس الشرق الأوسط.
إضافة إلى أن استراتيجية الاتحاد السوفيتى الهجومية سياسية وعقائدية وليست عسكرية، وليس معنى ذلك انها لا تفكر في الشرق الأوسط ونحن نعترف اننا ارتكبنا كثير من الأخطاء في حق العلاقات العربية السوفيتية وكان في وسع السوفيت لو كان متفقا مع المصالح والموازين التي تعينه بالدرجة الأولى أن يساعد العرب بأكثر مما ساعدهم.
مقاصد الولايات المتحدة
اتفقنا على أن الولايات المتحدة تعطى الأولوية للشرق الأوسط لعدة مقاصد منها السيطرة الاستراتيجية على المنطقة، واستمرار حصولها على ثرواتها وأولها البترول، والمحافظة على وجود وأمن إسرائيل لأسباب سياسية معنوية ترجع الى تداخل إسرائيل بعمق في الحياة الأمريكية.
وأسباب سياسية ترجع الى أن إسرائيل أثبتت نفسها كأداة ردع في يد السياسة الامريكية في المنطقة العربية وإخراج السلاح الروسى من المنطقة لوضع نهاية للدور السياسى للاتحاد السوفيتى في المنطقة.
حقوق شعب فلسطين
والهدف الأمريكى أيضا تعميق التناقضات الإقليمية في المنطقة وإضافة تناقضات جديدة للولايات المتحدة فلم تعد الأزمة في الشرق الأوسط كما كانت قبل 5 يونيو 67 هي حقوق شعب فلسطين.. وإنما أصبحت الأزمة في تراب الشعب المصرى وتراب الشعب السورى والخطر على كل تراب عربى.
القومية العربية
أما الهدف الرابع فهو العمل على إنهاك وإرهاق القوى الوطنية التي تصدت للولايات المتحدة في مرحلة المد الثورى لحركة القومية العربية في الفترة من 1955 ـ 1966، وأخيرا السيطرة على السيولة العربية القادمة.