بهتافات مزلزلة.. طوفان شعبي يدعم سعيد ويكتب نهاية "إخوان تونس"
زحف آلاف التونسيين، أمس، على الشوارع الكبرى في أغلب مدن البلاد ليعلنوا دعمهم للتدابير الاستثنائية، التي اتخذها الرئيس قيس سعيد في 25 يوليو، وأردفها بالأمر الرئاسي لإدارة المرحلة الانتقالية في 22 سبتمبر الماضي.
ورفع المتظاهرون شعارات نادوا من خلالها بحل البرلمان نهائيًّا وبالملاحقة القضائية للمتورطين في الإرهاب والفساد خلال السنوات العشر الماضية، والكشف عن جرائم جماعة الإخوان كالاغتيالات والتنظيم السري لحركة النهضة وشبكات تسفير التونسيين للقتال في بؤر التوتر، لا سيما في سوريا وليبيا.
وندَّد المتظاهرون في مراكز الولايات والمدن الكبرى، بما نعتوه بالدور التخريبي لحركة النهضة وزعيمها راشد الغنوشي في الدفع بالبلاد إلى الأزمات المتلاحقة سياسيًّا وماليًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا وصحيًّا، مؤكدين ضرورة إجراء استفتاء شعبي، يتم من خلاله إقرار نظام سياسي جديد للبلاد.
وشهد شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، مسيرة شارك فيها الآلاف من أنصار الرئيس سعيد، الذين عبَّروا عن رفضهم لأية خطوة لعودة البرلمان للعمل، لا سيما في ظل تواتر دعوات رئيس البرلمان راشد الغنوشي، وعدد من النواب المجمّدين للعودة للعمل البرلماني، واعتبروا أن أي خطوة في هذا الاتجاه تعتبر انتكاسة وعودة إلى ما قبل 25 يوليو.
وأكد المتظاهرون أنهم يفوضون الرئيس سعيّد للقيام بأية إجراءات يراها مناسبة للمرحلة المقبلة، مطالبين بكتابة دستور وقانون انتخابات جديدين، وتحديد موعد لانتخابات برلمانية مبكرة.
نهاية «الإخوان»
النائب في مجلس نواب الشعب المعلقة أعماله، محمد عمّار قال معلقًا على المسيرات المساندة للرئيس قيس سعيد: «طوفان بشري.. المسيرة الأكبر على الإطلاق منذ 10 سنوات».
وأضاف: إنه مع تغير النظام السياسي والمنظومة الانتخابية وعرضهما على الاستفتاء، داعيًا إلى تشكيل حكومة في الأسبوع المقبل تنكب على المسائل الاقتصادية والاجتماعية، ويشارك فيها المنظمات الوطنية والقوى الحقوقية.
ورأى مراقبون أن المسيرات الحاشدة مثَّلت ضربة قاضية لتيار التطرف، وأنهت دوره السياسي وفتحت الطريق أمام مرحلة جديدة، مشيرين إلى أن موقف الشعب كان واضحًا في اتجاه استبعاد «الإخوان» نهائيًا من المشهد بعد الذي اقترفوه بحق البلاد.
وقال زعيم حركة الشعب زهير الغزاوي: «نحن اليوم ماضون إلى تونس حرة ودولة ديمقراطية واجتماعية»، مشيرًا إلى أن الشعب خرج في مسيرات لحض سعيد على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
واعتبر القيادي بالاتحاد العام لطلبة تونس، سيف الدين الغابري، أن الزحف الشعبي الكبير جاء «من أجل إسقاط منظومة الفساد والتأسيس لبناء جديد وفتح ملفات الفساد وتطبيق المحاسبة ضدّ كل من ساهم في تردي الأوضاع العامة في تونس، خصوصًا حركة النهضة، التي استفردت بالحُكم على امتداد عشرة سنوات، وأسقطت كل الحكومات وعبثت بالمسار الديمقراطي».
توقيف
تم توقيف النائب في البرلمان المعلَّق عن ائتلاف الكرامة عبد اللطيف العلوي، والمذيع بقناة «الزيتونة» التابعة لحركة النهضة عامر عياد، وأذنت نيابة المحكمة العسكرية بتوقيف العلوي بتهم التآمر على أمن الدولة، وارتكاب فعل موحش في حق رئيس الجمهورية، ونسبة أمور غير صحيحة لموظف عمومي، والدعوة إلى العصيان وحمل السكان على التباغض والاقتتال.