رئيس التحرير
عصام كامل

مطارات مصر.. واقع ينتظر الحلم

عندما أعلن قائد الطائرة أنه يستعد للهبوط على أرض مطار شرم الشيخ الدولى، كانت المدينة الذهبية تبدو فى حلتها المدهشة، جبال تعانق مياهًا زرقاء بلون السماء، وبنايات تتراص وهى تشكل لوحات فنية تتناسب وجمال المدينة الأغلى فى مصر.

 

لم يكن المطار متناسبا مع روعة وجمال المدينة إذ يبدو أن فترة الركود السياحى المصاحبة لكورونا، قد تركت آثارها على كافة التفاصيل إلا الإجراءات الأمنية الأكثر صرامة بين كل مطارات العالم.. ستندفع لجمع حقائبك، ومن ثم تتحرك فى طابور بحجم الرحلات القادمة –وأنت وحظك- لتضع تلك الحقائب على جهاز الأشعة للكشف عن أى ممنوعات أو مهربات من الجمارك.

 

 

إجراء لم نر له مثيلا فى كل مطارات العالم.. لا ضرر إذن إن كان هذا التصرف يخدم مصالح البلاد، حتى لو تصورنا عودة كاملة للسياحة فى المدينة، وما قد يسببه من إزعاج قد يؤثر على أول صورة ذهنية للسائح فى بلادنا.

 

إن كنت ستعود إلى القاهرة عبر الخطوط الداخلية فإن عليك الانتقال بحقيبتك من خارج المطار على ممرات خارجية غير ممهدة –وأنت وشطارتك- فى سياحة القفز بين الحفر والمرتفعات والمنخفضات حتى تصل إلى صالة السفر الداخلى.

اللواء نبيل الملاح مدير المطار يبذل جهودا فوق العادة من أجل إعادة وجه الحياة على كافة ملامح المطار، الذى يحتاج من السيد محمد منار وزير الطيران النشط دفعة تليق بمطار يستقبل نصف سياحة مصر.

 

ستنتظر الطائرة المتجهة إلى القاهرة بعد اتخاذ إجراءات أمنية أقل ما توصف به أنها حاسمة وصارمة وأكثر دقة من غيرها فى مطارات العالم. كانت رحلة عودتنا إلى القاهرة على طائرات شركة النيل للطيران.. وجه القاهرة من فوق السحاب لا يزال عابسا، ولا يعبر عن نشاط واحدة من أهم عواصم العالم حركة ونشاطا و«شقاوة».

 

تطوير المطارات

 

انتظرنا حقائبنا.. وصلت الحقائب ومن صالة الحقائب إلى الشارع مباشرة عبر ممر ضيق وغير ممهد لا يمكن تصور أنه داخل أهم وأكبر مطار فى مصر.. ستجد نفسك وقد خرجت تتقافز بحقائبك بين مرتفعات ومنخفضات لتصل إلى المنطقة الأمامية لصالة السفر رقم واحد.

 

ما حدث فى مصر وبنيتها الأساسية خلال السنوات القليلة الماضية قفزة لا يمكن لعقل أن يتصور أن وقائعها قد جرت فى تلك السنوات القليلة، بدءا من مواجهة عشوائيات نصف قرن، وليس انتهاء بطرق عالمية ما كنا نتصور أن تصبح واحدة من أهم أدواتنا التنموية فى فترة زمنية خاطفة على هذا النحو الذى جرى.

 

مطارات مصر لا تقل أهمية فى هذا الملف، وما يجرى فى مطار العلمين واحد من الإنجازات التى تشهدها مصر، وقد ينتهى العمل به خلال وقت وجيز، لنكون على موعد مع قلعة جديدة من قلاع التنمية فى بلادنا.

 

مطار القاهرة هو العنوان الأبرز وهو الصورة الذهنية الأولى للقادمين من المصريين والأجانب، والمطارات عنوان للدول، تتبارى عواصم العالم فى إبداع مطاراتها والتباهى بها وقد جاء الدور عليه ليكون متسقا مع ما جرى من إنجازات فى البنية التحتية.. مطارات الغردقة وشرم الشيخ والأقصر من الأهمية بمكان بحيث لا تترك هكذا نهبا للإهمال مع إيماننا الكامل بأن كلفة تطوير المطارات تفوق ما يمكن أن نتصوره غير أنه استثمار فى موضعه.

 

يقينى أن الدولة المصرية ممثلة فى أعلى سلطة تنفيذية ستمنح هذا الملف حقه، باعتباره واحدا من أدواتنا التنموية وأحد أهم عناصر الجذب السياحى إذ لا يمكن أن تبيع منتجا سياحيا مهما كان دون أن تمتلك أدوات الوصول إليه.

ومما لا شك فيه أن بلادنا تحظى بخبرات بشرية قادرة على منح هذا الملف قدرا وافرا من الخبرات الفنية والجمالية التى تليق ببلد سياحى فى حجم مصر.

الجريدة الرسمية