رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تساهم أطماع الغنوشي في إطالة الإجراءات الاستثنائية التونسية

الغنوشي
الغنوشي

تصرخ حركة النهضة ـ ذراع الإخوان في تونس ـ يوميا، تشكو الإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس التونسي قيس سعيد، والتي ‏ضربت رأس النهضة، جمدت البرلمان ونزعت الحصانة عن أعضائه، وجعلت الجماعة تترقب ما هو أسوأ بعد 10 سنوات من ‏التلاعب بمصير البلاد لنزع أكبر مكاسب ممكنة.‏

مسئولية إخوان تونس 

لكن كل هذه الصرخات لا تعفي إخوان تونس من المسئولية عن إطالة زمن الاستثناءات، فالجماعة لم تقدم أي شيء حتى الآن، ويصر ‏الجناح القديم على طريقته المعتادة، التي أدخلت البلاد كلها في آتون صراع صفري لانهاية له، ورفض نفس الجناح رؤى الإصلاحيين ‏في النهضة، الذين طالبوا الغنوشي وصقوره القدامى بالتقاعد لتوفيت الفرصة على اتخاذ المزيد من التدابير الاستثنائية.‏

يقول على الصراف الكاتب والباحث أن استقالات العشرات من كوادر "حركة النهضة" في تونس، لا تقول إن قيادة راشد الغنوشي قد ‏انتهت، ولكنها تقول إن الحركة نفسها انتهت، موضحا أن الغنوشي يتشبث بسلطته في الحركة لأنه يعرف أنها لن تعود موجودة من ‏بعده. بل ستتحول إلى كتل ممزقة لا تعرف ماذا تريد أو كيف تصل إلى ما تريد.‏

أضاف: الإسلام السياسي بكل ما فيه من تيارات، وضع لنفسه هدفا يقوم على هدم الدولة، ومعها العمران الاجتماعي القائم لأجل إقامة ‏كيان سياسي منفصل عن الواقع، ينشغل بكل ما لا علاقة له بالنمو الاقتصادي والتقدم العلمي والتحضر الإنساني، موضحا أن ‏التنظيمات الإسلامية لاتقدم إلا تخريبًا متعمدا للدولة والمؤسسات ونظم العلاقات الاجتماعية. ‏

مليشيات مسلحة 

أوضح الكاتب أن هذه الجماعات تشكل مليشيات مسلحة، أو غير مسلحة، وتقدم الإشارات الكافية على أنها هي البديل عن أجهزة الأمن ‏والدفاع، وليس هناك من شيء يمكن اعتباره وطنا يتعين الإخلاص له، ولا شعبا يتعين أن ترعى مصالحه، وذلك تحت غطاء أن ‏‏"الأمة لا حدود لها، ولا وطن"، وأن خدمة المسلمين في تركيا أو إيران، على سبيل المثال، أهم من خدمة المسلمين في تونس ومصر ‏والعراق.‏

استكمل: النهضة  نفسها كمشروع معتدل للإسلام السياسي، كانت المسافة بينها وبين "داعش" تساوي صفرا من حيث الهدف النهائي ‏للمفاهيم والمشروع، مؤكدا أن النهضة حاولت صبغ أفكارها بطابع تونسي، بينما هي لم تفهم تونس، ولا تاريخها، ولا طبيعة أفكارها ‏الإصلاحية في الإسلام، لا الطبيعة الاجتماعية للتوانسة أنفسهم.‏

اختتم:  حركة النهضة وُجدت لكي تنقلب على الروح التونسية وتناصبها العداء المكشوف.‏

الجريدة الرسمية