الشيخ الشعراوي يشرح معنى وحدانية الله وعقوبة الشرك
يقول الله تعالى في الحديث القدسي “أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ويقول في الحديث القدسي أيضا ”أنا خير شريك، فمن أشرك معي شريكا فهو لشريكي، يا أيها الناس أخلصوا أعمالكم لله عز وجل، فإن الله لا يقبل إلا ما أخلص له، ولا تقولوا هذا لله وللرحم، فإنها للرحم وليس لله منها شيء، ولا تقولوا هذا لله ولوجوهكم، فإنها لوجوهكم وليس لله منها شيء". فما معنى الحديث ومن هم الشركاء؟
ويجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوي فيقول:
يقول الحق سبحانه وتعالى (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) تلك هي قضية الحق الأساسية، و(إلهكم ) يعني أن المعبود إله واحد.
إن القرآن ينفي إعطاء الألوهية لغير الله ويقول (لا اله الا هو الرحمن الرحيم ) وليس هناك شيء غير الله إلا نعمة منه سبحانه أو منعم عليه، وما دون ذلك إما نعمة، وإما منعم عليه بالنعمة، وهذه كلها نفح الرحمن، ونفح الرحيم، ومادام كل شيء ما عدا الله إما نعمة وإما منعم عليه فلا توصف النعمة بأنها إله، ولا يقال في المنعم عليه أنه إله.
إن الإنسان المؤمن لابد وأن يصنع المعروف لوجه الله تعالى لا شريك له، اما اذا كان المعروف لتحقيق مصلحة دنيوية خاصة بك لشهرة أو غرض فلا جزاء لك عند الله تعالى.
ظلم النفس
إنك حين تعتقد أن لله شركاء تكون قد أتعبت نفسك تعب الاغبياء، وتكون قد ظلمت نفسك ظلما عظيما، واقرأ قوله تعالى: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون، ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا، الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون).
العبد المشرك
وياليت المشركين حين يشركون يأخذون عون الله ولا يأخذون عون الشركاء، لكن الله يتخلى عن العبد المشرك لأنه سبحانه يقول في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك) فالله سبحانه يتخلى عن العبد المشرك، وليت العبد المشرك يأخذ حظه من الله كشريك، وانما ينعدم عنه حظ الله لأن الله غنى عن أن يشرك معه أحدا آخر، وهكذا يكون المشرك بلا رصيد إيماني ويحيا في شقاء.
القضية الإيمانية
فأصل القضية الإيمانية أن الله سبحانه وتعالى يريد منكم أن تعترفوا بأنه الإله الواحد الذى لا شريك له، وحين تعترف بأنه الإله الواحد الذى لا شريك له فأنت تدخل حصن الإيمان.
ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: ( أشهد أن لا إله إلا الله واني رسول الله، لا يلتقي بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ).
والحق سبحانه يقول: "ان الله لا يغفر ان يشرك به، ويغفر مادون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ".
وهذه المسألة ليست لصالحه سبحانه وانما لصالحكم انتم، حتى لا تتعدد آلهة البشر في البشر، ويرهق الإنسان ويشقى من كثرة الخضوع لكل من كان قويا فأعفاك الله من هذا.
العزة والكرامة
إن الإيمان إذا يعلمنا العزة والكرامة، وبدلا من أن تنحني لكل مخلوق اسجد لله الواحد الذي خلق الكون كله بصفات قدرته وكماله.
وعلى سبيل المثال تلك اللوحات التي تعلق بالمساجد بأسماء من بنوها، فمن الذي بنى المسجد من أجله هو الله العليم بكل شيء ويعلم اسم من أقام المسجد، فعليك أن تسميه باسم لا يمت لك بصلة اذا كنت تقصد وجه الله، وحتى المقاتل الذى يخرج للجهاد عليه أن يعقد النية لله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.