رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ الشعراوى يفسر الحديث القدسى حول رؤية وجه الله تعالى

الشيخ محمد متولى
الشيخ محمد متولى الشعراوى


في الحديث القدسى عن صهيب الرومى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (اذا دخل أهل الجنة الجنة، يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار ؟ قال صلى الله عليه وسلم: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب اليهم من النظر الى وجه الله عز وجل.

 

يقول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى: يقول الله تعالى في سورة القيامة (وجوه يومئذ ناضرة، الى ربها ناظرة ) ولابد ان نعرف أن قضية رؤية الله في الدنيا محسومة، وأنه لا سبيل الى ذلك، والانسان في جسده البشرى، لأن هذا الجسد له قوانين في ادراكاته،

 

الا اننا يوم القيامة نكون خلقا بقوانين تختلف، ففي الدنيا لابد ان نخرج مخلفات الطعام من أجسادنا، وفى الآخرة لا مخلفات.، وفى الدنيا يحكمنا الزمن، وفى الاخرة لا زمن، إذ يظل الانسان شبابا دائما.

مقاييس يوم القيامة 

والمقاييس هنا غير المقاييس يوم القيامة، ففي الدنيا بإعدادك وجسدك لايمكن ان ترى الله، وفى الآخرة يسمح إعدادك وجسدك بأن يتجلى عليك الله سبحانه وتعالى، وهذا قمة النعيم في الاخرة ففيها تعيش عيشة الناظر الى الله تبارك وتعالى.

والانسان في الدنيا اخترع الات مكنته من أن يرى ما لايراه بعينه المجردة فيرى الأشياء القريبة بالميكروسكوب، والبعيدة بالتليسكوب.

شرف الرؤية 

أما أن يرى الله في الدنيا، فلا لأن تكويننا غير مؤهل لأن نرى الحق سبحانه، لكن حين تبرزون في الآخرة وتعدون اعدادا آخر فمن الممكن أن تنالوا شرف رؤيته.
زلا يستوى الناس في ذلك، لأن المؤمن هو الذى سينال شرف رؤية الله في الاخرة، أما الكافر فهو محجوب عن رؤية الحق.
يقول تعالى في شأن الكفار في سورة المطففين:" كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون "، فلا يستوى المؤمن والكافر في هذه الحالة.

زمن الدنيا وزمن الاخرة 

فعندما قال موسى في سورة الأعراف ( رب أرنى أنظر اليك )، قال الحق: ( لن ترانى ).وفى اللغة نجد ان لن ترانى هي عبارة تأبيدية فلا يتحقق ما بعدها، ومعناها ان موسى لن يرى ربه في الدنيا ولا في الاخرة، لكن من قال ان زمن الاخرة هو زمن الدنيا  ؟
يقول تعالى في سورة إبراهيم ( يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار ) 
اذن من عظمته سبحانه وتعالى انه لا يدرك، فقال سبحانه في سورة الانعام ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير )، 

العمل الصالح 

ان آيات القران الكريم صريحة في أن رؤية الحق سبحانه وتعالى من نعم الله على المؤمنين، وهى زيادة في الحسنى عليهم، وحجبه سبحانه عن الكفار لون من العقوبة لهم.
وفى النهاية يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الكهف ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الجريدة الرسمية