لماذا يجب إنهاء عصر التنظيمات الدينية وعدم المهادنة معها؟
رغم كل شواهد خطورة التنظيمات الدينية على أي دولة حديثة، تطمح في المدنية، وترغب في مزيد من التضامن وتكافؤ الفرص في إطار الدولة الوطنية، لا الدولة الدينية التي تتصارع فيها تيارات دينية على التطرف والعنف وتدمير كل مظاهر الحضارة المدنية، إلا ان البعض لا يتعامل مع هذه الأخطار كما يجب.
ويصر البعض على الاستخفاف بالتمويل وإبقاء التنظيم السري دون حله بمراجعات معلنة واضحة من التنظيمات الدينية نفسها وخاصة الإخوان، والتخلي تماما عن ثقافة العمل السري والخلافة وغيرها من الأسس التي قامت عليها هذه التنظيمات بالأساس، ما يعرض البلاد لاحقا لأزمات ومخاطر لا حصر لها.
التحايل على المجتمع
ويقول مشاري الزايدي، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن من يهوّن من خطر وتشعب نشاط التنظيمات الدينية وخاصة التنظيم الإخواني على مدى يقارب القرن من الزمان، فهو إما متواطئ، وإما جاهل بهم، ولا يريد أن يرفع غشاوة الجهل عن عينيه وعقله.
وأضاف: نعم استمر الإخوان في البقاء والتحايل على مدى قرنٍ من الزمان؛ حسن البنا ورفقته أسسوا الجماعة عام 1928 وفِي العهد الملكي المصري لم يكشفوا عن طبيعتهم السياسية، إلا بعد حين من التخدير العام بغطاء الوعظ والإرشاد الديني، وانطلى ذلك على بعض المصريين، حتى أراق الإخوان الدم المصري وخاضوا الصفقات السياسية حتى مع الاستعمار البريطاني ضد البلاد، إلى أن أعُلن عن حل الجماعة رسميًا أخر العهد الملكي.
وأوضح الباحث أن الإخوان تعاونوا مع عبد الناصر وضباطه ثم انقلبوا عليهم، فبطش بهم ناصر، ثم استعان بهم السادات وقتلوه، ثم تعامل معهم مبارك على طريقة: لا يقتل الذئب ولا تفنى الغنم، وساهموا في إسقاطه.
المواجهة مع الإخوان
وأستكمل: أخطر ما يمكن أن يمس العالم، وعالمنا العربي خاصة، هو الجيل الجديد الثاني أو الثالث ربما، من أبناء المهاجرين للغرب، فهؤلاء أصبحوا من مواطني تلك الدول، ألمانيا وأمريكا مثلًا، يخوضون الانتخابات المتعددة ويصلون لمناصب مختلفة، ومن يدري فقد نرى قريبًا مسؤولًا سياسيًا رفيعًا في واحدة من هذه الدول توكل إليه بعض قضايانا.
واختتم حديثه قائلا: من مصر ولدت حية الإخوان، وفيها البداية الكبرى، ولهذا فالمواجهة مع الإخوان، يجب أن تكون مرحلة وتنتهي وليست عملية مستمرة على الدوام، لإنقاذ مستقبل المنطقة من الظلامية والتطرف، على حد قوله.