في ذكرى ميلاد مداح النبي.. هذا سر توقف محمد الكحلاوي عن الغناء وتوجهه للإنشاد الديني
عاش الفنان محمد الكحلاوى حياته على مرحلتين، الأولى شابًا يغني ويمثِّل مع فرقة عكاشة وفى السينما، كما أسَّس فرقة للغناء البدوي ومنها انطلق الى الغناء الشعبي، وأما المرحلة الثانية فقد كان فيها عابدًا مبتهلًا إلى الله تعالى ولكنه لم ينكر الفن ولم يحرِّمه بل وجهه لحب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
عرف المطرب محمد الكحلاوى مدَّاح النبي لكثرة ما غنَّى في حب النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يمكن أن يذكر اسم الكحلاوى إلا ويعود إلى الأذهان أول نشيد ديني غنَّاه ولحَّنه وتقول كلماته: "كريم تواب وأنا تايب.. كريم تواب جيتك تايب".. أو يقول: "أنا جسمي عليل ودواه النبي.. وقلبي يميل لزيارة النبي / أحب النبي وأحباب النبي / رامي حمولي على الله".
وُلد محمد مرسي عبد اللطيف في مثل هذا اليوم الأول من أكتوبر عام 1912، وسُمِّى محمد الكحلاوى نسبةً إلى خاله محمد مجاهد الكحلاوى الذي قام بتربيته بعد وفاة أمه وهو طفل، وتعرَّف من خلال خاله صاحب الصيت الواسع على الحياة الفنية، في حى باب الشعرية حيث عاش حياة أولاد البلد والفن الشعب، وكان الكحلاوى الصغير يقلِّد خاله وهو يغنى حتى ذاع صيته كمغنٍّ في الحى.
رحلة الشام
بدأ حياته الفنية بفرقة عكاشة كومبارسًا إلى أن غاب يومًا مطرب الفرقة زكى عكاشة فتقدم للغناء بدلًا منه وكان عمره 11 سنة ووقف على المسرح لأول مرة في حياته ولم يسعفه سوى موال قديم لخاله يقول فيه: "سبع سواقى تنعى لم طفوا نارى" وصفَّق له الجمهور فاختاره عكاشة للسفر مع الفرقة إلى الشام حيث قضى بها 6 سنوات عاد بعدها إلى مصر ليؤسِّس فرقة للغناء البدوى فكان هذا سر تميُّزه، وبدأها بأغنية: "زينة يابا زينة / على دقات الطبول / قيدى يا نار واشعلى".
اتجه محمد الكحلاوى إلى إنشاد المواويل الشعبية ثم عمل بالإذاعة منذ نشأتها عام 1934، وانتُخب نقيبًا للموسيقيين عام 1945، ثم اتجه إلى الغناء البدوى فكوَّن ثلاثيًا مع بيرم التونسى وزكريا أحمد.
اختطفته السينما فشارك في بطولة أول فيلم سينمائى بدوى باسم "رابحة " بطولة بدر لاما وكوكا، وقام بتلحين وأداء أغانى الفيلم ثم قدَّم أربعين فيلمًا قام بالبطولة في 12 منها من أشهرها "أحكام العرب، ابن الفلاح، الصبر جميل، أسير العيون".
كابتن مصر في نادي السكة
أحب الكحلاوى لعبة كرة القدم، وكان يلعب كرة القدم في نادى السكة الحديد ثم الترسانة، وكان يصاحب ناديه في كل جولاته داخل مصر وخارجها حتى إنه أنتج ومثَّل فيلمًا باسم "كابتن مصر".
في عام 1951 بدأت أحداث المرحلة الثانية من حياة الكحلاوى حيث امتنع عن الغناء متفرغًا للإنشاد الدينى وكان يقول عن هذه المرحلة: (عندما وقعت اللمحة جاءت الصلحة) أى عندما أراد الله أن يهديه في لمحة جاء الصلح مع الله.
شركة أولاد القبيلة
أنشأ شركة إنتاج سينمائية باسم"شركة أولاد القبيلة" تخصَّصت في الأفلام العربية البدوية فقدمت 40 فيلمًا، قام الكحلاوى ببطولة 12 منها، كان آخرها فيلم "بنت البادية" عام 1957 وأنشد فيه أغنية لجل النبي، اقتصر أداؤه على الغناء الدينى حتى قدَّم 600 لحن دينى بدأها بلحن "كريم تواب" وهى من تأليفه وتلحينه، ثم تبعها بأغنيات "عليك سلام الله" و"ماشى في نور الله"، واستمر في الغناء الدينى حتى تُوفي في 5 أكتوبر 1982.