عادل عبدالحفيظ يكتب: الصعيد والتغيير.. وتجربة "نواب المحافظين"
مع استمرار الهمس وتقاطر الحديث وإعادة بريق الشائعات عن حركة محافظين منتظرة يسبقها تعديل أو ربما تغيير وزاري، وخاصة بعد عودة المجالس التشريعية فى مصر للانعقاد فى دورتها الثانية، باتت هناك عدة نقاط وددنا أن نعرج عليها وخاصة فى صعيد مصر.
لا أحد على كوكب الأرض يختلف أو يتفق، يستطيع أن ينكر أن الصعيد فى عصر الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، عاد للحياة مجددًا وبالأرقام، والتى أصبح الحديث عنها مكررًا، ولكن فقط للتذكرة.
فى محافظات قنا وسوهاج والأقصر، وخلال ثلاث سنوات فقط، أنففقت الحكومة وبتوجيهات رئاسية مباشرة، ما يزيد عن 185 مليار جنيه، فقط فى البنية التحتية "مرافق وطرق وكبارٍ"، أنفقت منها فى الثلاث محافظات 94 مليار جنيه،
ولكن عن حلقة الوصل بين القيادة السياسية والناس فى الصعيد، وهم "المحافظون"، يبدو هناك تفاوت بعض الشيء من محافظة لأخرى، ويبدو أن هناك محافظين يعملون بمفردهم ومضطرون لذلك، والآخرون يعملون مع فريق عمل قادر على أن يساعدهم،
في محافظة قنا
حقيقة الأمر فى محافظتي؛ "قنا" أستطيع أن أقول إنها بالفعل محافظة محظوظة دوما وأبدًا بمحافظيها، ولن نشير إلى قامات أصبحت مثالًا فى العالم كله فى قدرة "محافظها" خلال الـ 20 سنة الأخيرة، ويبدو أن اللواء "أشرف غريب" محافظها الحالي، امتداد لنماذج ناجحة، وتتميز بنفس الصفات وتنتمى لنفس المدرسة "التواضع الذى يحزننا كلما نظرنا فى الفريق المعاون إلا من رحم ربي، وحسن التعامل الشديد مع المواطنين لأقصى درجة واحترام للمواطن البسيط غير مسبوق".
وفى سوهاج أيضا "طارق الفقي"، أحد المحافظين فى الصعيد من حيث الإنجاز على الأرض، ويتميز بفريق عمل يساعده كثيرًا على الإنجاز، بينما فى الأقصر المستشار "مصطفى ألهم" يتعامل بهدوء تام كعادته وبحكمة بالغة يُحسد عليها،
وتبقى تجربة نتمنى من القيادة السياسية أن تعيد النظر فيها مرة أخرى، ليس فى الصعيد، وإنما فى مصر جميعها، وهى تجربة وجود "نواب محافظين"، فحقيقة الامر هو منصب غير موجود فى العالم كله، مثله مثل منصب "نائب رئيس حى أو مدينة " خارج هرم القيادات بوزارة التنمية المحلية.
تجربة نواب المحافظين
ربما كان الهدف من الدفع بوجوه جديده على منصب نواب المحافظين هو الاستفادة من خبرات القيادات الكبرى بمحافظاتهم، ولكن يبقى دورهم غائب تماما فى الشارع وحتى ملفاتهم المكلفين بها لم تشهد إنجازات مهمة، ولا يزال معظمهم لا يفرق بين العمل التنفيذى والسياسى، ويعتقد أن الانتماء السياسى لحزب أو فصيل أو كيان، يمثل له جدارا عازلا عن النقد، وربما لا يتابع جيدًا أن "مصر السيسى" وكما اعلنها الرئيس مرارا وتكرارا فإن الشارع هو الفيصل لنجاح المسئول، وإن رضا المواطن هو مقياس نجاح وفشل المسؤول.
وأما عن علاقة بعض المسئولين فى الصعيد مع الإعلام والصحافة لا يزال البعض يعتقد ان الساعه توقفت فى عام 1970 ولا يؤمن أبدًا بالتجربة الصحفية الخاصة والمستقلة فى مصر، وينتظر "كلمة رضا" من صحيفة "بعينها"، ولأن بعضهم غير ملم إعلاميا بما يحدث، فربما يجهل كثيرًا الكيانات الصحفية الشابة فى أفكارها وفى قرائها، وفى نقدها وفى أقلامها، ولا يزال يحلم "بالجورنال تحت عقب الباب مع فنجان شاى صباحا"، وغير مقتنع بأن رأيه لا يهمه إلا هو ومن يجلس معهم، ولن يؤخر أو يقدم عند هذه الأقلام.
ثقتنا فى قيادتنا السياسية بلا حدود فى تقييم هذه التجارب وتثبيت من نجح فيهم وإعادة توجيهه لا يزال فى حاجة ماسة للتوجيه، وان يتم تثبيت لافتة فى مكاتبهم تذكرهم بحديث الرئيس السيسي: "رضا المواطن أساسى عندى وسندك هو إنجازك والمواطن، مش حاجة تانية".
وأنا من جانبى أقول لهم: "تواضعوا يرحمكم الله"، وأكرر قول الله تعالى: "ستكتب شهادتهم ويسألون".. صدق الله العظيم.