كاتب تونسي: تكليف امرأة بتشكيل الحكومة يدمر فكر الإخوان
أكد الكاتب التونسي محمد بوعود ان تكليف امرأة بتشكيل الحكومة في تونس يضرب نظرية الدونية للمرأة التي رسخها الفكر الإخواني في البلاد خلال فترة الحكم السابقة.
وقبل قليل، أعلنت الرئاسة التونسية تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة "في أقرب الآجال"، وذلك بعد شهرين من إقالة سلفها هشام المشيشي بموجب قرارات استثنائية أعلنها الرئيس قيس سعيد.
النظرة الدونية للمرأة
وقال الكاتب السياسي التونسي محمد بوعود إن "تعيين أول امرأة على رأس الحكومة يقطع النظرة الدونية للمرأة التي رسخها الفكر الإخواني في تونس".
وأضاف بوعود أن نواب التنظيم بالبرلمان، "كشفوا في أكثر من مناسبة عداءهم للمرأة وعدم إيمانهم بالحريات العامة".
وعن نجلاء بودن، أوضح بوعود أنها تنتمي لفئة التكنوقراط، ومن المتوقع أن تشرف على الملف الاقتصادي في تونس لوقف نزيف الأزمة التي تسببت فيها حكومات حركة النهضة الإخوانية طيلة سنوات.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر أنه تم تلقي قرار رئاسي برفع الحواجز عن مقر رئاسة الحكومة، ودعوة موظفيها إلى استئناف العمل بداية من يوم غد الخميس.
امرأة عابرة للتصنيف السياسي
وبودن كما يراها مراقبون امرأة عابرة للتصنيف السياسي، قادمة من عالم تكنوقراط لا يعترف بمعادلة الاستقطاب مكلفة بمهمة جسيمة تحققت أولى أهدافها بصفعة لإخوان تونس.
وهي أول امرأة في تاريخ تونس والعرب تتقلد المنصب، ومهندسة وأستاذة تعليم عالٍ مختصة في علم الجيولوجيا، مكلفة بتنفيذ برنامج البنك الدولي في وزارة التعليم العالي بالبلاد.
وهي من مواليد 1958 بمحافظة القيروان، وتقلدت مهاما إدارية بعدد من الوزارات المرتبطة بالتعليم العالي ومراكز البحث.
ترحيب
ولاقى تعيين بودن كأول امرأة لرئاسة الحكومة التونسية ردود فعل إيجابية، لكونها من خارج الطيف السياسي ولم يعرف لها انتماء حزبي في السابق.
وتؤكد مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية التونسية، أن خيار قيس سعيد كان متجهًا لتعيين امرأة منذ زيارته إلى محافظة سيدي بوزيد قبل أكثر من أسبوع، وأن هذا القرار جاء ليقطع مع الشخصيات التي اشتغلت في السابق بالمجال السياسي.
وبينت ذات المصادر أن نجلاء بودن ستشرف مباشرة على الحكومة التونسية انطلاقًا من اليوم في انتظار إدخال تعديلات على بعض الوزارات على غرار التربية والتعليم العالي، وتعيين ولاة في 24 محافظة.