بعد مرور 81 عاما على عرضه.. هذه قصة "دنانير" الحقيقية التي جسدتها أم كلثوم
اختار الشاعر الغنائى أحمد رامي قصة حب جعفر البرمكي لجاريته المغنية البدوية "دنانير" التي أحبها حين استمع إلى صوتها الجميل أثناء مروره في الصحراء بخيمتها فيطلب منها مصاحبته إلى بغداد لتتعلم أصول الغناء على يد الموسيقى إبراهيم الموصلى.
كانت هذا القصة هي بدايات أحداث الفيلم العربى "دنانير " الذى كتب قصته شاعر الشباب أحمد رامى قدم فيه شخصيات تاريخية معروفة مثل البرامكة وأبو نواس وأبو العتاهية، كما أنه الفيلم الثالث من بطولة سيدة الغناء العربى أم كلثوم بعد فيلميها عايدة ونشيد الأمل وفيه وشى التجار عن جعفر البرمكى لدى الخليفة هارون الرشيد الذى أمر بقتله وأخذ دنانير سبية لديه.
ففي مثل هذا اليوم 29 سبتمبر 1940 عرض الفيلم العربى " هارون الرشيد " الذى تغير اسمه نسبة إلى الأغنية وأصبح فيلم "دنانير" بدار سينما ستوديو مصر، شارك في كتابة السيناريو أحمد رامى وأحمد بدرخان، وإخراج أحمد بدرخان.
وكما نشرت مجلة المصور عام 1940 أبدعت أم كلثوم وتسلطنت في تقديم أغنيات فيلم "دنانير " التي شارك محمد القصبجى وزكريا أحمد ورياض السنباطى في تلحين أغنياته.
ومن هذه الأغنيات أغنية “ياليلة العيد أنستينا”، وقدمتها في حفلاتها على المسارح ولاقت نجاحا كبيرا لدرجة أنها في إحدى حفلاتها قدمت الأغنية ومدتها 4 دقائق فى 38 دقيقة و16 ثانية وسط هتافات مدوية من الجمهور
ولأغنية ياليلة العيد قصة غريبة خاصة، أنه شارك فى كتابتها شاعران كبيران إلا أن الحقيقة أن صاحب فكرة الأغنية هى أم كلثوم التى سمعت صاحب أحد الحوانيت يقول “ياليلة العيد أنستينا”، فطلبت من بيرم كتابة أغنية بنفس المطلع وبعد أن كتب أول كوبليه منها وبدأ زكريا أحمد تلحينها وقع بيرم التونسى فريسة المرض فأكمل أحمد رامى كتابتها لتغنيها أم كلثوم فى حفل النادي الأهلي بعد أن لحنها رياض السنباطي عام 1939.
ياليلة العيد
في هذا الحفل قامت أم كلثوم بغناء اغنية ياليلة العيد منفردة، وفوجئ الحاضرون بحضور الملك السابق فاروق الحفل هو وحاشيته، واضطرت أم كلثوم فى هذا الحفل استبدال بعض كلمات الأغنية بكلمات فيها مجاملة للملك ومنها إنها قالت "يانيلنا ميتك سكر وزرعك فى الغيطان نور.. يعيش فاروق ويتهنى ونحيى له ليالى العيد "، وفى نهاية الحفل أنعم الملك على أم كلثوم بوسام الكمال تقديرا لإعجابه بصوتها.
أمتعت الحاضرين بالغناء، وأعلن الملك فاروق إعجابه بصوتها، وبعد أن فرغت من الغناء صعد الصحفى مصطفى أمين المسرح وأعلن عن منح جلالة الملك وسام الكمال لأم كلثوم،.
أم كلثوم تتبرع
حققت أغنية ياليلة العيد وحدها إيرادات قدرها ألف جنيه استقطع منها 200 جنيه مصروفات للفرقة الموسيقية، وتبرعت أم كلثوم بدخلها الى مشروع خيري فى يوم المستشفيات لتظل أغنية ياليلة العيد أيقونة الغناء فى الأعياد حتى يومنا هذا.