رئيس التحرير
عصام كامل

ماكرون يقدم وصفة تاريخية لطريقة التعامل مع أمريكا: "كفاية سذاجة"

ماكرون
ماكرون

قدم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ما يمكن تسميته بوصفة عبقرية متعلقة بطريقة تعامل الدول مع أمريكا، من خلال وضع مصالحها فوق كل اعتبار واستخلاص العبر من المتغيرات الإستراتيجية في العالم.

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، الأوروبيين بالتخلي عن السذاجة واستخلاص العبر، من الخيارات الإستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية التي تتركز على خصومتها مع الصين. 

 

أزمة الغواصات النووية

واعتبر ماكرون في رسالته لقادة أوروبا، بأن أزمة الغواصات النووية التي نشبت بين فرنسا وأمريكا، لن تتسبب في تغيير إستراتيجية باريس في منطقة الهندي-الهادئ.

 

تصريح ماكرون المثير للاهتمام، جاء خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، تعليقًا على فسخ أستراليا عقدا لشراء غواصات فرنسية لصالح أمريكا، وتابع قائلا: "حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتد أحيانًا، فإن إبداء رد فعل أو الإثبات بأن لدينا نحن أيضا القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا".

 

شراكة إستراتيجية

وأعلن إيمانويل ماكرون أن اليونان ستشتري ثلاث فرقاطات من فرنسا، في إطار "شراكة إستراتيجية" أكثر عمقا بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط.

 

ويمثل هذا الاتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية إستراتيجية أوروبية" حسبما أكد الرئيس الفرنسي خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء اليوناني في قصر الإليزيه.

 

وتابع ماكرون: "الولايات المتحدة الأمريكية صديق تاريخي كبير وحليف قيم، لكن لا بدَّ لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر عشر سنوات، تركز الولايات المتحدة جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ".

 

وشدد على أن "هذا من حقهم، إنها سيادتهم الخاصة. لكننا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأ فادحًا إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا".

 

الروح البراجماتية

وقال الرئيس الفرنسي "بالروح البراجماتية ذاتها والوضوح ذاته، علينا كأوروبيين تحمل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة، هذا ليس بديلًا عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمل مسؤولية هذه الركيزة الأوروبية في إطار الحلف الأطلسي".

 

وخلص ماكرون بالقول "مطلوب منا أن نتحمل مسؤولية أكبر في حماية أنفسنا، أعتقد أن هذا مشروع، ويعود الأمر لنا في تنفيذه".

 

وتشهد العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة حاليًّا أزمة دبلوماسية بعد الإعلان في 15 سبتمبر عن شراكة إستراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أدى إلى فسخ عقد ضخم لبيع كانبيرا غواصات فرنسية.

الجريدة الرسمية