سوريا: العقوبات المفروضة باسم حقوق الإنسان تقتل البشر أكثر من كورونا
أكد وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن معركة سورية ضد الإرهاب متواصلة حتى تطهير كل أراضيها منه ولن يثنيها عن ذلك أي اعتداءات أو ضغوط خارجية وسيسجل التاريخ أن الشعب السوري لم يدافع فقط عن وطنه وحضارته في كفاحه ضد الإرهاب بل دافع أيضًا عن البشرية جمعاء مشددًا على أن سورية تعمل على إنهاء الاحتلال الأجنبي عن أراضيها بكل الوسائل التي يكفلها القانون الدولي.
وقال فيصل المقداد، في كلمة سوريا، أمام الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم: لقد مر العالم خلال العامين الماضيين بظروف غير مسبوقة منذ سنوات طويلة حيث امتلأت المشافي بالمرضى وخسرنا ملايين الأرواح، وتراجع الاقتصاد وازداد الفقر والجوع، وعزلت المدن وقيدت الحركة وأغلقت الجامعات والمدارس وبتنا نخشى الاقتراب من بعضنا البعض، كل ذلك بسبب فيروس لا يرى بالعين المجردة وما زال يتطور ويتحور ويهدد بحصد المزيد من الأرواح في جميع أنحاء العالم.
جانب كورونا المظلم
وأضاف وزير الخارجية السوي، إنه بمواجهة هذا الواقع الصعب كان هناك جانب مضيء حيث بذلت جهود جبارة وتحققت نجاحات مهمة سواء على المستوى الطبي أو على مستوى التضامن الإنساني الذي أظهرته بعض الدول، وفي المقابل كان هناك جانب مظلم فهناك من استخدم جائحة كورونا وسيلة لاستهداف دول أخرى سياسيًا واتهامهًا باختراع الفيروس، وهناك من تعامل بأنانية وتجاهل حاجات الآخرين معتقدًا أنه يعيش في جزيرة معزولة إلا أن الأسوأ من هذا وذاك هو من تمادى في إجراءاته الاقتصادية القسرية المفروضة أحاديًا على عدد من الدول والشعوب التي لا تسير في ركبه رغم كل الآثار الكارثية التي خلفها ذلك ضاربًا بعرض الحائط كل المناشدات التي أطلقتها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لرفع هذه الإجراءات أو تخفيفها.
عقوبات حقوق الإنسان
وتابع المقداد، إذا كان “كوفيد 19” يقتل مرة فهو يقتل مرات ومرات في ظل الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية، وسأستشهد بما قالته المقررة الخاصة المعنية بالتأثير السلبي لهذه الإجراءات على التمتع بحقوق الإنسان وأقتبس: “إن العقوبات تجلب المعاناة والموت في دول مثل كوبا وإيران والسودان وسوريا وفنزويلا واليمن” وأيضًا بما قالته مجموعة من خبراء حقوق الإنسان المستقلين التابعين للأمم المتحدة وأقتبس: “إن العقوبات التي فرضت باسم تقديم حقوق الإنسان هي في الواقع تقتل الناس وتحرمهم من الحقوق الأساسية بما في ذلك الحق في الصحة والغذاء والحق في الحياة نفسها”.