شاهد على "بحر البقر"!
في بداية العمل بالصحافة عقب التخرج تركت أول عمل كلفت به سكرتيرا لتحرير جريدة "الأحرار" عند تحولها إلى "يومية" بعد فترة وجيزة من التكليف لأتفرغ لتكليف آخر وهو زاوية صغيرة بعنوان "هموم الناس" مع باب إسبوعيا بعنوان "هموم الاثنين" خصص للمشكلات الإنسانية.. الزاوية تحولت بعد أيام إلى صفحة تصدر يوم بعد يوم اخترنا لها فيما بعد إسم "الناس" ثم إلى صفحة كل يوم تحتجب يومي الخميس والجمعة ثم أضيف يوم الخميس وأصبحت ستة أيام في الأسبوع! ثم تم تكليفي بالإشراف علي صفحة الدين وكانت يوم الجمعة ثم كلفت بالإشراف أيضا على صفحة الرأي وكانت مرتين كل أسبوع وأصبحت خمسة أيام أسبوعيا مع تكليف آخر يخص ملحق التعليم الأسبوعي!
ما مناسبة كل ذلك ؟! مناسبته أن المادة الأكثر ورودا إلى الجريدة سواء إلى صفحة "الناس" أو تناولا من كتاب الرأي في مقالاتهم - وكان يكتب على صفحاتها أسماء كبيرة- وحتى أئمة المساجد من ضيوف صفحة الدين ورجال التعليم على صفحات التعليم.. كان هو مصرف بحر البقر!!
صفحة الناس تتلقى الشكاوى وتستقبل المواطنين شبه يوميا عن تزايد حالات الفشل الكلوي والكبدي ويرجعونه إلى تلويث المصرف لمياههم وغذائهم وهوائهم بينما كتاب الرأي يطالبون -كل علي حدة ووفق تصور كل منهم وبغير تنسيق بينهم- بوضع حد لخطورة مصرف بحر البقر على حياة الناس وعلى البيئة بشكل عام !!
وتمر الأيام.. ولا مجيب.. والحديث عن تزايد ملفت للأمراض المذكورة لا يتوقف واليوم تحول الحلم إلى حقيقة ولم يتوقف المصرف عن أذي المصريين في خمس محافظات كاملة فحسب وإنما إلى فائدة عظيمة كمصدر لمياه الري النقية.. وإلى أي أرض؟ أرض سيناء الغالية التي يبدو الإصرار بينا علي زرعها بالبشر وبالخير!
تحيا مصر.. ومبروك لشعبنا!