من عرابي إلى طنطاوي.. بطل يرحل في ذكري بطل!
القدر وحده ربط بين رحيل بطلين عظيمين.. الأول صاحب أكبر صيحة في تاريخ مصر الحديث قالت "مصر للمصريين.. وجيشها لأبناء شعبها" والثاني عبر بالبلاد إلى بر الأمان مرات ومرات.. منها إلى الشاطئ الشرقي للقناة تحقيقا لعبارة حرب الاستنزاف الخالدة "خلف خطوط العدو" التي قادت الجيش العظيم إلى العبور الكبير في أكتوبر المجيد.. حتي العبور بالبلاد كلها من ارتباك أصطنع علي مهل للإيقاع ببلادنا في متاهات الشر التي لم تكن لتعود منها أبدا!
الأول ابن طين الأرض الطيبة التي اشتكت وأنت من تغييب شعبنا عن حاضره ومستقبله غريبا في وطنه مستعبدا علي أرضه.. والثاني شاء قدره أن يشارك في كل النوازل التي كان فيها مثالا للبطل الجسور ضاربا المثل تلو المثل في الشجاعة والبطولة..
عرابي وطنطاوي
الأول أكد للدنيا أن علي هذه الأرض شعب حر.. لا يقبل بحكم الأجانب ولا خدم الأجانب.. ولولا النفوس الضعيفة الخبيثة الخائنة لكانت مصر حرة قبل الشرق كله.. والثاني أدار لعبة النفس الطويل بكل الزهد والصبر الممكنين مع قوي خفية شريرة صدرت قوي أخري شريرة إرتضت أدوار الوكالة من النشأة حتي الممات القريب بإذن الله!
الأول دفع الثمن مؤلما وكبيرا.. طال حتي أسرته وصولا إلى أقارب الأقارب.. حتي رد أبناء الجيش العظيم في ثورة يوليو ١٩٥٢ الإسم والرسم.. السيرة والثروة المصادرة.. وصححت تاريخ كتبته أيدي عابثة معادية ورفعت صورته بالبرواز العريض فوق مائدة مفاوضات الجلاء في إستناد نبيل للمؤسس الحقيقي لجيش المصريين.. والثاني تحمل ما لا يتحمله بشر لكنه إحتسب الأمر كله لله وللوطن مؤمنا أن الفرق كبير بين سطور السياسة وسطور التاريخ.. وأن التاريخ سيشمل بالحق ما قيل وما خفي لأسباب تتصل بالصالح العام!
الأول لا يهاجمه إلا المتصلين بالمصلحة مع من يهاجمون الثاني.. وسيظل مع الأول والثاني صياحا خائبا بلا أي أثر ولا أي أي قيمة للأعداء الحقييقين لشعبنا. مهما تدثر أعداء الأول خلف ثياب المؤرخات والمؤرخين والمفكرين.. ومهما إختبأ أعداء الثاني خلف شعارات الثورة والحرية.. قد تبين لنا الطيب من الخبيث..
رحم الله أحمد عرابي ومحمد حسين طنطاوي!