رئيس التحرير
عصام كامل

الانتحار بسبب حب المراهقة.. خبير علم نفس يكشف طرق التعامل معه

الانتحار
الانتحار

يعتقد الكثيرون أن حب المراهقة أصدق أشكال الحب لكنه في الواقع يعاني العديد من القصور، وخاصة أن الطرفين في تلك المرحلة لم يكتمل نموهم العقلي والعاطفي، كما أنهم لا يملكون القدرة المثالية للسيطرة على الأمور، واتخاذ القرارات السليمة في حياتهم، فكانت النتيجة سوء تصرف ينتهي بجناية.

حبة الغلة

حيث ارتبطا بقصة حب مع بعضهما البعض رغم أن عمرهما لم يتجاوز الـ15 عاما، حينما أرادا الارتباط رفضت أسرتهما، فلم يجدا سوى إنهاء حياتهما بتناول حبة الغلال المعروفة إعلاميا بـ«الحبة القاتلة»، فانتحرت الفتاة أولًا ثم لحقها بعدها بساعات، لتدفن هي ويلحق بها في الغد.

الضحايا "سميرة. س. ا"، 15 سنة و"عبدالله. ف. ع"، 17 عاما، يدرسان في الصف الثالث الإعدادي بنفس القرية وهما جيران، ارتبطا ببعضهما بقصة حب، لكن رفضها الأهل لصغر سنهما، ففكرا في التخلص من حياتهما، ولم يجدا إلا الانتحار بـ«الحبة القاتلة».

حادث الغربية

وفي واقعة أخرى، أقدم الشاب "مهند. أ. ح." طالب في مدرسة إبيار الرسمية للغات، بمدينة كفر الزيات في محافظة الغربية، على الانتحار بإلقاء نفسه من شرفة منزله بالدور الرابع؛ بعد أن تركته فتاته التي جمعته بها قصة حب.

تبين من التحريات أن بلاغا ورد لقسم شرطة كفر الزيات من الأهالي بانتحار الشاب "مهند. أ. ح."، بإلقائه نفسه من الطابق الرابع بشرفة منزله بعد أن هجرته فتاة كانت تربطه بها قصة حب، وتوفي فور وصوله للمستشفى.

الانتحار بتناول قرص كيماوي

وفي مايو الماضي، أقدم عامل بناء 19 عام في الدقهلية على الانتحار بتناول قرص كيماوي سام يستخدم في حفظ الغلال، «حبة الغلة السامة»، في قرية «ميت مزاح» مركز المنصورة، لرغبته في الزواج من إحدى الفتيات، إلا أن والدته رفضت، ورأت أنه لا يزال عمره صغيرا ولا يتحمل مسؤولية زوجته.

وأكدت الأم في التحريات، أن نجلها مر بظروف نفسية سيئة، لرغبته في الزواج من فتاة، إلا أن والدته رفضت لصغر سنه، وهو ما جعله يقدم على الانتحار، بتناول حبة الغلة السامة.

الرأي النفسي

وفي نفس السياق، يقول أحمد الباسوسي استشاري علم النفس، أن مرحلة المراهقة مفترقة، تشهد تغيرات عنيفة على المستوى البيولوجي في الهرمونات وعلى المستوى السيكولوجي نفسيا، ويصابون بنوع من الهشاشة النفسية ليس لديهم صلابة نفسية يتأثرون بأي صدمة، مستكملا: في حالة وجود استعداد للإصابة بالانفصال أو الإصابة بالوسواس القهري، ومع حدوث صدمة تظهر أعراض اضطرابات نفسية.

وأضاف:  تلك المرحلة السنية يتمرد فيها الاطفال علي كل الأمور المحيطة، ويعبرون عن الاستقلالية والتمرد، فكل ذلك طبيعي فما بالك بزمن انتشرت فيه السوشيال ميديا وتبادل الخبرات والعولمة، كل ذلك عوامل تساعد على النضوج المبكر للأطفال، فأصبحت معرفته ومعلوماته كشاب يملك من العمر 20 عام، منوها تحدث طفرة نموية وخبراتية تجعل المشاعر والعواطف تتحرك.

ووجه الباسوسي نصائح لأولياء الأمور: أن يكون التعامل داخل الأسرة في سياق حميمي، وخاصة أن معظم المشاكل النفسية تأتي من سياق أسري مضطر ومفكك، لذلك يجب على أولياء الأمور مراعاة أي تصرف مع الابناء، على أن يكون في أمن يكون الأب الحماية والأمان والام العطاء والحب والتفاهم، وأن يكون التعامل بينهم كأصدقاء وليس صدام حتي النقد يكون أن يكون هادي وهادف وبناء للتعلم والاحتواء، وخلق جو صداقة ومحاولة إخفاء الخلافات بين الزوجين لمنع تأثر الأبناء حتي لا يصابون باضطرابات نفسية يرتبط عليها وساوس واضطرابات.

الجريدة الرسمية