ما حال من عاش عاصياً لله ثم مات مصلياً في آخر أيامه؟
إذا بدأ الإنسان حياته عاصياً لله عز وجل واستمر على ذلك لا صلاة ولا صوم ولا تقربا لله او ارضاءه بأى وسيلة طول عمره، ولكن قبل موته بفترة قصيرة بدأ يدخل المسجد ويصلي جميع الأوقات جماعة ومات بعد صلاة الفجر جماعة مباشرة فهل معنى هذا انه من أهل الجنة .
يجيب الدكتور صبرى عبد الرؤوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر سابقا فيقول:
الأعمال بالخواتيم
وروى الامام البخارى في صحيحه أن رجلا من المسلمين كان في غزوة من غزوات المسلمين الأولى مع النبى صلى الله عليه وسلم، فنظر النبى صلى الله عليه وسلم فقال: من أحب أن ينظر الى رجل من أهل النار فلينظر الى هذا فاتبعه رجل من القوم وهو على تلك الحالة من أشد الرجال على المشركين حتى جرح، فاستعجل الموت وجعل ذبابة سيفه بين ثدييه حتى خرج من بين كتفيه.
فأقبل الرجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعا وقال: أشهد انك رسول الله، فقال: وما ذاك ؟ قال: قلت لفلان من أحب أن ينظر الى رجل من أهل النار فلينظر اليه، وكان أعظمنا غناء عن المسلمين فعرفت انه لا يموت على ذلك، فلما جرح استعجل الموت فجرح نفسه.
فقال النبى صلى الله عليه وسلم عند ذلك: ان العبد ليعمل عمل أهل النار وأنه من أهل الجنة، ويعمل عمل أهل الجنة وأنه من أهل النار، وانما الاعمال بالخواتيم.
حسن الخاتمة
وأضاف الدكتور صبرى عبد الرءوف: أما هذا الذى مات ـ محور السؤال ـ قد كتب الله له عز وجل حسن الخاتمة.
وما جاء أيضا في قصة الرجل الذى كان في بنى إسرائيل وقتل تسعة وتسعين نفسا ثم قتل المائة ونجاه الله عز وجل من عذاب النار لأنه ترك البيئة التي عاش فيها قاصدا الخير بانتقاله الى بلد آخر لكنه مات في الطريق، لكن الله عز وجل كتب له حسن الخاتمة، والاعمال بالخواتيم كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم له.
فهنيئا لمن مات وكان آخر عمله في الدنيا الصلاة لأنه يبعث على حاله وسيبعث يوم القيامة على ما مات عليه.