أمين مجلس حكماء المسلمين: نحتاج إلى إنتاج خطاب إعلامي متوازن وعادل
رحب الدكتور سلطان فيصل الرميثي أمين عام مجلس حكماء المسلمين، بضيوف مؤتمر "إعلاميون ضظ الكراهية" والذي يعقد في العاصمة الأردنية عمان على مدار يومين، مشيرا إلى أن هذا اللقاءِ هو الثاني بين مجلسِ حكماءِ المسلمينَ وقادةِ الرأيِ والإعلامِ في العالمِ العربيِّ، وذلك ضمنَ جهودِ المجلسِ الراميةِ إلى خلقِ ائتلافٍ إعلاميٍّ يهدفُ إلى مُكافحَةِ خِطَابِ الكراهيةِ والتمييزِ في وسائلِ الإعلامِ العربيةِ، سواء على شبكةِ الإنترنت أو خارجَها، منْ خلالِ تعزيزِ المعاييرِ الأخلاقيةِ، وتفعيلِ المواثيقِ الصِّحافيَّةِ لإعلاءِ كرامةِ الإنسانِ، في عصرٍ نشهدُ فيه ارتفاعَ صوتِ خطابِ الكراهيةِ متزامنًا مع أزماتٍ حالكَةٍ تجتاحُ العالمَ؛ من لجوءٍ وتهجيرٍ وتفرقةٍ وأوبئةٍ.
وأكد "الرميثي" أن دورَ وسائل الإعلام يعدُّ حاسِمًا في إطْلاع الرأي العامِّ على بعض القضايا البالغةِ الأهميةِ؛ مثلَ: (الهجرةِ واللجوءِ والتمييزِ على أساس الدين والعرق والجنس..) وهي قضايا تَتَصَدَّرُ -اليومَ- أسبابَ انتشارِ خطابِ الكراهيةِ والصورِ النمطيَّةِ التي تستهدفُ الأفرادَ في جميع أنحاءِ العالم، وخاصة -هنا- في منطقتنا العربية.
وتابع: ووسطَ هذا المشهدِ المتشابكِ والمعقَّدِ.. ودعمًا لجهودِ مؤسساتٍ كثيرةٍ في مجالاتٍ أخرى، تظهرُ الحاجةُ الماسَّةُ إلى إنتاج خطابٍ إعلاميٍّ متوازنٍ وعادلٍ، يعملُ على تغييرِ الأنماطِ السلبيةِ السائدةِ، ونزعِ فتيلِ الكراهيةِ بِمَا يترتبُ عنها من أزماتٍ. كما يعملُ -في الوقتِ نفسِهِ- على فتحِ أبوابِ الحوارِ العقلانيِّ والدائمِ؛ كأفضلِ سبيلٍ لمواجهةِ خطابِ التَّفرقةِ والتمييزِ والكراهيةِ.. حوارٌ نأملُ أن يُعِيدَ الإعلامَ إلى جوهرهِ النقيِّ.. ويَبْعَثَ فيه -ومن خلالهِ- رسالَتَهُ الإنسانيةَ النبيلةَ، بعيدا عن الحسابات السياسية والحزبية والطائفية.
مؤتمر إعلاميون ضد الكراهية
وشدد "الرميثي" خلال إفتتاح المؤتمر على أنَّ المشهدَ الإعلاميَّ العربيَّ زاخرٌ بالممارساتِ الصحفيِّةِ الجيِّدةِ، والقصص الإيجابيةِ التي تصبُّ في صالحِ قضايَا التعايشِ ونَبْذِ الكراهيةِ، ولكننا نرى أن هناك مجالا أكبرَ للمزيد من التقدم عبر تقديم المواردِ اللازمةِ، والتدريبِ الإضافيِّ للصحفيين والمؤسسات الإعلامية؛ وذلك للعمل على الارتقاء بمعاييرِ البثِّ والنشرِ في القضايا المتعلقة على سبيل المثال: (بالهجرة، واللجوء، والدين، والعرق، والفئات المهمشة بشكل عام..) من أجل تمكينِ الصحفيينَ والإعلاميين من الوسائلِ اللازمةِ لمواجهةِ خطاب الكراهيةِ والتعصبِ والعنصريةِ والتمييز.
وأكمل: "إننا هنا في لقائنا الثاني بعدَ نَظِيرِهِ الأولِ: "التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية" الذي عُقد قبل نحو عامين في أبوظبي، نطمحُ طموحًا مشروعًا، ونريدُ بِشِدَّةٍ، ونناشد بكل ما أُوتِينَا من أدبٍ، بألَّا تصبحَ وسائل الإعلام أسلحةً للتعصبِ، وعُرضةً للتحيز والتلاعب السياسي.. وجميعُنا يذكر بمرارة حروب البلقان في التسعينيات، والإبادةَ الجماعية في رواندا، والتي عملت وسائل الإعلام فيها على إلحاق ضرر كبير بالإنسانية بسبب التعصب والكراهية".
مجلس حكماء المسلمين
وأشار أمين عام مجلس حكماء المسلمين إلى أنه بينما عانى عالـمُنا العربيُّ -منذُ عقدين من الزمان- من ويلاتِ الحروب والتفككِ والصراعاتِ المذهبية والدينيةِ؛ فإننا نعيشُ -جميعًا- في هذه الأيام ما يمكن أن نُسَمِّيَهُ ب"اللحظةِ الذهبيةِ"؛ لحظةُ الدروسِ المستفادةِ منَ الآلامِ والأوجاعِ.. لحظةُ المصالحة والتسامحِ والتَّعَايُشِ.. لَحْظةُ المواطنةِ والاندماج... لحظةٌ تجعلُنَا نرغبُ في تفعيلِ إنسانِيَّتِنَا الـمُطْلَقَةِ وتأسيسِ خطابٍ إنسانيٍّ حقيقيٍّ، يقوِّم المجتمعاتِ العربيةِ ويهذِّبُ سُلُوكَهَا.
ودعى "الرميثي" ضيوف المؤتمر إلي التفكيرِ في أهميةِ إدراكِ المؤسساتِ الإعلاميةِ والعاملينِ فيها لخطورةِ الجهلِ وعدمِ تقديرِ الثقافاتِ والتقاليدِ والمعتقداتِ المختلفةِ، الأمرُ الذي يقودُ إلى تشكيلِ الصورِ النمطيةِ وتعزيزِ خطابِ الكراهيةِ والعنصريةِ والتمييز، وهو الأمرُ الذي يُظهِرُ -في مقابلِ ذلكَ- مدَى أهميةِ اعتناءِ الإعلاميينِ بكلماتهِم وصورِهِمْ، التي عادةً ما يكونُ لَها تأثيرٌ عميقٌ في الأفرادِ والمجتمعاتِ على حدٍّ سواء.